إعداد- زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة العشرون
يعد أحمد فرس أحد أبرز نجوم كرة القدم المغربية عبر التاريخ، واسما خالدا في سجلات المستديرة الوطنية والإفريقية.
وُلد فرس يوم 7 دجنبر 1946 بمدينة المحمدية، حيث كانت بدايته مع كرة القدم من خلال نادي شباب المحمدية، الذي ظل وفيًا له طوال مسيرته الكروية، في وقت كانت الاحترافية نادرة، وكان الانتماء للألوان هو الأساس.
بدأ أحمد فرس مسيرته مع شباب المحمدية في ستينيات القرن الماضي، وسرعان ما أصبح نجم الفريق الأول بفضل موهبته الفذة وقدرته التهديفية العالية، سجّل 231 هدفًا في مختلف المسابقات، ليصبح هدافًا بارزًا في الدوري المغربي لسنوات عديدة، ولم يكن تألقه مقتصرًا على الأندية فقط، بل امتد إلى المنتخب المغربي، حيث لعب دورًا حاسمًا في تحقيق أول وأهم الألقاب القارية.
تألّق أحمد فرس مع المنتخب الوطني المغربي وكان قائدًا مميزًا داخل الملعب وخارجه، وشهدت مسيرته الدولية تتويجًا تاريخيًا حين قاد “أسود الأطلس” للفوز بـكأس أمم إفريقيا 1976، وهو اللقب الوحيد للمغرب في البطولة حتى اليوم. كان هذا الإنجاز ثمرة مجهودات جيل ذهبي، وكان فرس أحد أبرز ركائزه.
في عام 1975، دخل أحمد فرس التاريخ من أوسع أبوابه بعدما أصبح أول لاعب مغربي وعربي يفوز بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية، التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في القارة، كان هذا التتويج تتويجا لموهبته الكبيرة وإسهاماته البارزة مع ناديه ومنتخب بلاده.
بعد أكثر من عقدين في الملاعب، قرر أحمد فرس اعتزال كرة القدم سنة 1982، تاركا خلفه إرثا كرويا غنيا ومسيرة جعلته أحد رموز الكرة المغربية، لم يخض تجربة الاحتراف في أوروبا، رغم العروض التي تلقاها، مفضلا البقاء في المغرب وخدمة فريقه الأم شباب المحمدية.
ظل أحمد فرس رمزا للكرة المغربية وأحد أبرز لاعبيها عبر التاريخ، حيث ترك بصمة لا تنسى في الملاعب، سواء بأهدافه الحاسمة أو قيادته للمنتخب، ولا يزال اسمه حاضرًا عند الحديث عن أمجاد الكرة المغربية، خصوصًا مع الإنجاز القاري الذي حققه رفقة الأسود سنة 1976.