24 ساعة ـ متابعة
تعيش جبهة البوليساريو هذه الأيام حالة من الاضطراب الداخلي، تتجلى في تغييرات مفاجئة على مستوى القيادة، إلى جانب انحسار واضح في حضورها الدولي، في وقت يواصل فيه المغرب توسيع نطاق تمدده الدبلوماسي، مدعومًا بمبادرة الحكم الذاتي التي تكتسب مزيدًا من الزخم الدولي.
في خطوة تكشف عن عمق الخلافات داخل الجبهة، أفادت مصادر إعلامية موريتانية بأن عبد القادر طالب عمر قد أُقيل من منصبه كممثل للبوليساريو في الجزائر، ليحل محله ختار أدوه، في قرار يُنظر إليه على أنه محاولة من الجناح المتشدد بقيادة إبراهيم غالي لتعزيز نفوذه داخل الجبهة.
وتأتي هذه التغييرات في سياق تراجع متواصل في شرعية البوليساريو، سواء داخل مخيمات تندوف أو على الصعيد الدولي، ما يعكس حالة من الارتباك التنظيمي والسياسي، في ظل ضغوط متزايدة تواجهها قيادة الجبهة.
وأكد المصدر ذاته أنه من الصعب فصل هذه التطورات عن السياق الإقليمي، حيث يواجه الحليف الرئيسي للجبهة، الجزائر، تحديات استراتيجية متزايدة بفعل تراجع نفوذها في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، وهو ما يُضعف قدرتها على تقديم الدعم السياسي واللوجستي الذي كانت البوليساريو تعتمد عليه.
أمام هذه المعطيات، تجد الجبهة نفسها أمام مرحلة إعادة تموضع قسرية تتسم بتأزم داخلي وفقدان متسارع للزخم الدبلوماسي.
في المقابل، يواصل المغرب ترسيخ موقعه على الساحة الدولية من خلال الترويج لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية لقضية الصحراء المغربية، وهو ما يعزز مكانته كطرف رئيسي في أي تسوية محتملة للنزاع.
وتشير هذه التطورات المتسارعة إلى تحولات عميقة في موازين القوى الإقليمية، حيث تواجه البوليساريو أزمة وجودية حقيقية، بينما يواصل المغرب ترسيخ رؤيته لحل النزاع بشكل يُراعي الاستقرار والتنمية في المنطقة.