24 ساعة-متابعة
شهد إقليم جرادة خلال الأشهر الأخيرة تساقطات مطرية هامة أعادت الحياة إلى الأودية الجافة منذ سنوات، مُحدثةً تحولات طبيعية واقتصادية بارزة بالمنطقة.، حاملة الطمي ومغذية الغطاء النباتي، في مشهد أعاد الأمل إلى نفوس السكان بعد سنوات من الجفاف.
وعبّر عدد من الفلاحين عن ارتياحهم الكبير لهذه التساقطات، معتبرين جريان الأودية مؤشرًا واعدًا على تحسن آفاق الزراعة وتربية الماشية، اللتين تشكلان الدعامة الأساسية لاقتصاد الإقليم. كما عبّر المهنيون عن تفاؤلهم بارتفاع إنتاجية الأشجار المثمرة وتحسن جودة المراعي خلال الموسم الفلاحي الجاري.
وبحسب المعطيات الرسمية، بلغ مجموع التساقطات المطرية المسجلة بالإقليم إلى حدود الساعة 123 ملم، أي بزيادة قدرها 110% مقارنة بنفس الفترة من الموسم الماضي، رغم أنها تبقى دون المعدل السنوي المعتاد والمحدد في 245 ملم. وتوزعت الأمطار أساساً على أشهر شتنبر، فبراير ومارس.
ورغم هذه الانتعاشة، يؤكد مهتمون أن الوضع يستدعي اعتماد سياسة مائية مستدامة، تشمل بناء سدود تلية وخزانات لتجميع مياه الأمطار، مع دعم الفلاحين بالتكنولوجيا الحديثة لضمان حسن استغلال الموارد المائية.
وتُعد هذه الأمطار بشرى خير لإقليم جرادة، لكنها تبرز أيضًا الحاجة الماسة إلى التخطيط المسبق لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وتحقيق الأمن المائي المستدام بالمنطقة.