24 ساعة ـ متابعة
كشفت صحيفة Europa Sur عن حادثة لافتة تمثلت في هبوط مروحية إسبانية من طراز H135 تحمل رقم التسجيل HU26 31A في مطار جبل طارق الخاضع لسلطة القوات الجوية الملكية البريطانية. وقد حطت المروحية ظهرًا وظلت على الأرض لمدة 45 دقيقة تتقريبا قبل أن تغادر متجهة إلى القاعدة العسكرية في “روتا” بقادس، في رحلة قصيرة لم تتجاوز 12 دقيقة.
وحسب ذات المصدر، ورغم محاولات التواصل مع جهات حكومية إسبانية وبريطانية. بما في ذلك وزارات الخارجية والحرس المدني والسفارات المعنية، لم يصدر أي توضيح رسمي بشأن أسباب هذا الهبوط المفاجئ. هذا الغموض يفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كان الأمر يتعلق بتعاون أمني سري، أو خطأ تقني أو لوجستي.
بالنسبة للمراقب المغربي، وفق الصحيفة. يتجاوز هذا الحدث البعد التقني ليثير جملة من التساؤلات ذات الأبعاد الاستراتيجية. فجبل طارق ليس مجرد نقطة خلاف بين إسبانيا والمملكة المتحدة. بل يمثل رمزًا للنزاع السيادي المستمر. والذي يخيم بظلاله على منطقة جنوب أوروبا، وتحديدًا عند البوابة البحرية للمغرب.
تأتي هذه الحادثة في سياق إقليمي دقيق يشهد تصاعدا في التحركات العسكرية والأمنية. في منطقة غرب المتوسط. ويتزامن ذلك مع تعزيز التعاون المغربي-الأمريكي في إطار مناورات “الأسد الإفريقي”. وتزايد انخراط الرباط في ملفات الأمن البحري. ومكافحة التهريب، ومراقبة تدفقات الهجرة غير النظامية.
وكشف
إن الغموض الذي يكتنف هبوط مروحية إسبانية في مطار بريطاني دون أي تنسيق علني يثير علامات استفهام حول طبيعة العلاقات الاستخباراتية والعسكرية بين مدريد ولندن، ومدى شفافية هذه العلاقات في منطقة تشهد إعادة ترتيب الأولويات الأمنية.
يبقى هذا الحادث محط أنظار المراقبين، الذين يسعون لفهم الدلالات الكامنة وراءه وتأثيره المحتمل على التوازنات الأمنية في منطقة غرب المتوسط، ومدى انعكاس ذلك على المصالح الاستراتيجية للمغرب.