24 ساعة-متابعة
تشهد مدينة القنيطرة، التي تعد من أبرز الحواضر المغربية الصاعدة اقتصاديا وديموغرافيا، أزمة متفاقمة في قطاع النقل الحضري، ما انعكس بشكل سلبي على الحياة اليومية للسكان.
في هذا السياق، كشف أيوب كرير، رئيس جمعية “أكسجين للبيئة والصحة”، عن عمق هذا الإشكال المرتبط بضعف منظومة المواصلات وتدبيرها السيئ، مؤكدا أن المدينة أصبحت تعاني من “جحيم يومي” بسبب الاكتظاظ المروري وغياب حلول فعالة لتأهيل القطاع.
وأوضح كرير في تصريحه لـ”24 ساعة”، أن القنيطرة، التي تتوفر على موقع استراتيجي على الساحل الأطلسي وتعد نقطة عبور رئيسية بين شمال المغرب وجنوبه، أصبحت تعرف حركة عمرانية وسكانية واقتصادية متزايدة، ما يجعل الحاجة إلى منظومة نقل حضري قوية وشاملة أمرا ملحا.
غير أن واقع الحال، حسب كرير، يشير إلى غياب شبكة نقل متكاملة تتجاوب مع الطلب المتزايد، ناهيك عن التأخير في مواعيد الحافلات واهتراء البنية التحتية.
وأكد المتحدث أن الأزمة لا تتعلق فقط بتغيير شركة النقل، رغم الإشارة إلى وجود أسطول جديد نسبيا، بل تتعدى ذلك إلى افتقاد المدينة لمشاريع هيكلية كبرى، مثل الأنفاق تحت الأرض، التي تساهم في فك الاختناق المروري كما هو الحال في الرباط، بالإضافة إلى غياب وسائل النقل الحديثة كـ”الترامواي”،
وأشار كرير، إلى أن غياب وسائل النقل الحديثة كالترامواي عن مدينة القنيطرة “وصمة عار” في حق المسؤولين، خاصة في ظل وجودها في مدن أخرى كالرباط والدار البيضاء.
كما أشار، إلى أن شبكة الطرق المستعملة حاليا تعود إلى الحقبة الاستعمارية، دون أن تعرف تطورا يتماشى مع النمو الديموغرافي والاقتصادي المتسارع الذي تشهده المدينة، وهذا ما يؤدي إلى مشاكل يومية في التنقل، سواء بين الأحياء السكنية أو المناطق الصناعية والمرافق الحيوية، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة.
ولفت رئيس الجمعية إلى أن التداعيات لا تقف عند الجانب اللوجيستي، بل تشمل أيضا تأثيرات صحية ونفسية واقتصادية وبيئية خطيرة، موضحا أن الاكتظاظ اليومي يؤدي إلى إرهاق بدني ونفسي متزايد للسكان، كما يسهم في ارتفاع معدلات التلوث الهوائي بسبب الاعتماد الكلي على السيارات الخاصة، في غياب بدائل للنقل المستدام.
وفي ختام تصريحه، دعا كرير المسؤولين إلى التحرك العاجل لوضع حد لهذه الأزمة المتفاقمة، عبر اعتماد رؤية شاملة ومندمجة ترتكز على وسائل نقل عصرية، وبنية تحتية حديثة، تلبي حاجيات الساكنة وتواكب الدينامية التي تعرفها القنيطرة في مختلف المجالات.