24ساعة-متابعة
في خطاب سياسي اتسم بالحزم والنقد المباشر، أعلن إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن حزبه في أتم الجاهزية لخوض الانتخابات المقبلة، مشددا على أنه قوة وطنية لا يمكن تجاوزها في أي معادلة ديمقراطية.
وجاءت تصريحات لشكر خلال افتتاح المؤتمر الإقليمي الخامس للحزب بإقليم الصويرة، حيث وجه انتقادات لاذعة للحكومة بسبب ما وصفه بـ”عجزها عن الاستجابة لتطلعات المواطنين”، متهما إياها بـ”تبني اختيارات سياسية سطحية عمقت الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد”.
وقال لشكر إن الحكومة الحالية “افتقدت للرؤية الاستراتيجية في التعامل مع الملفات الكبرى، وكانت قراراتها في كثير من الأحيان غير مفهومة وبعيدة عن المنطق والحكمة”، مضيفا أن “الثقة الشعبية في المؤسسات تراجعت بسبب هذا الأداء المرتبك”.
وفي موقف لافت، انتقد لشكر المعارضة، معتبرا أن غياب البوصلة الواضحة أفقدها القدرة على التأثير. وقال: “المعارضة بدورها تعاني من ارتباك واضح، تتقلب مواقفها وفق الظرفية، دون انسجام أو مشروع بديل، ما يضعف صورتها أمام الرأي العام”.
وشدد الزعيم الاتحادي على أن حزبه يمارس النقد السياسي من منطلق وطني مسؤول، وليس من باب المزايدات أو تسجيل النقاط، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي حين يختار موقعه داخل المشهد السياسي، سواء في المعارضة أو في الحكومة، يفعل ذلك وفق مواقف واضحة وأولويات وطنية.
وأضاف: “لسنا ممن يبحثون عن الحقائب الوزارية لمجرد التواجد، نحن نشارك فقط حين نكون مقتنعين بأن حضورنا ضروري لخدمة الوطن، لا لمجرد اقتسام الكعكة”.
وأعلن لشكر أن الاتحاد الاشتراكي يخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بتنظيم محكم ورؤية واضحة لاستعادة مكانته في المشهد السياسي، قائلا: “نحن جاهزون بكامل طاقاتنا، وسنخوض المعركة بثقة في المشروع الديمقراطي كأداة للتغيير الحقيقي”.
ودعا إلى تعزيز الوحدة الداخلية داخل الحزب، معتبرا أن التماسك التنظيمي هو الضامن الحقيقي للاستمرارية والفعالية، مضيفا أن الاتحاد سيواصل الدفاع عن الحقوق والحريات والمساهمة في بناء مغرب يسع الجميع.
وفي الشأن الوطني، تحدث لشكر عن التحولات التي يعرفها ملف الصحراء المغربية، مؤكدا أن المغرب دخل مرحلة جديدة تقوم على تعبئة شاملة من أجل فرض السيادة وترسيخ التنمية كما اعتبر أن المشاريع الكبرى، من بينها أنبوب الغاز مع نيجيريا وميناء الداخلة، تشكل دلائل ملموسة على الرؤية الاستراتيجية التي يقودها الملك محمد السادس.
أما فيما يخص الوضع الإنساني في غزة، فقد وجه لشكر انتقادات شديدة للمجتمع الدولي، معتبرا أن “الصمت تجاه المجازر المرتكبة يمثل تواطؤا مفضوحا”، مؤكدا في الآن ذاته أن المغرب لا يكتفي بالتنديد، بل يواصل تقديم الدعم العملي للفلسطينيين من خلال لجنة القدس التي يرأسها الملك.”