24 ساعة-متابعة
فتحت محكمة في برشلونة تحقيقا أوليا في مزاعم استخدام شركة الشحن الدنماركية العملاقة “ميرسك” للموانئ الإسبانية في توريد أسلحة إلى إسرائيل.
يأتي هذا التحقيق، وفق وسائل إعلام إسبانية، في أعقاب شكوى قدمتها حملة “أوقفوا تجارة الأسلحة مع إسرائيل”، وتزامنا مع الكشف عن استمرار حكومة مدريد في اتفاقيات شراء الأسلحة من إسرائيل، على الرغم من إعلانها السابق عن إنهاء العقود الجديدة.
وذكرت المصادر ذاتها، أن غرفة التحقيق رقم 6 في برشلونة، أمرت شركة “ميرسك لوجستيكس آند سيرفيسز إسبانيا” بتحديد هوية قائدي السفينتين “نيكسو ميرسك” و “مايرسك ديترويت”، لاستدعائهما للإدلاء بشهادتيهما كمشتبه بهما اليوم الاثنين 12 ماي الجاري.
ويهدف التحقيق إلى الكشف عن محتويات ووجهة الشحنات التي نقلتها السفينتان من الولايات المتحدة إلى إسرائيل عبر موانئ إسبانية متعددة. كما طلبت المحكمة من الشركة تقديم هوية ممثلها القانوني لإمكانية استجوابه إذا لزم الأمر.
تركز التحقيقات بشكل خاص على السفينة “نيكسو ميرسك”، التي تم تحديدها كجزء من سلسلة توريد الأسلحة للجيش الإسرائيلي. وكانت هذه السفينة قد توقفت بالفعل في برشلونة في 15 أبريل، وسمح لها قاضٍ بمواصلة طريقها إلى حيفا في إسرائيل، مرورًا بموانئ إسبانية ومغربية أخرى.
وتفيد الشكوى بأن السفينة “نيكسو ميرسك” ربما استقبلت إمدادات ووقودًا في الموانئ الإسبانية، مما سهّل عليها نقل معدات عسكرية تم تحميلها في ميناء طنجة المغربي، حيث التقت بسفينة “مايرسك ديترويت” القادمة من الولايات المتحدة والمحملة بمكونات لطائرات مقاتلة من طراز F-35.
يثير هذا التحقيق مجددًا الجدل حول سياسة إسبانيا المتعلقة بتجارة الأسلحة مع إسرائيل. فبينما أكدت مصادر في وزارة الخارجية الإسبانية في أبريل الماضي أنه لم تتم الموافقة على أي طلبات لنقل مواد دفاعية عبر إسبانيا إلى إسرائيل منذ ماي 2024، كشفت تحقيقات سابقة عن استخدام إسبانيا كميناء عبور لشحنات أسلحة إلى إسرائيل عبر شركة “ميرسك” خلال الفترة ما بين ماي وشتنبر 2024.
تؤكد المنظمات الإسبانية المشاركة في حملة “أوقفوا تجارة الأسلحة مع إسرائيل” أن مرور السفن المتورطة في تجارة الأسلحة عبر الموانئ الإسبانية “دليل آخر على أن الحكومة الإسبانية لم تفرض حظرًا شاملاً على الأسلحة على إسرائيل، وأنها يجب أن تفعل ذلك على الفور”.
كما نددت المنظمات بما وصفته بـ “تواطؤ” المؤسسات الإسبانية في تزويد إسرائيل بالأسلحة، في ظل “تقاعس السلطات المختصة”. وقد شهدت مدريد مظاهرة حاشدة يوم السبت للمطالبة بفرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
يُذكر أن موانئ مغربية، وخاصة ميناء طنجة المتوسط، كانت في وقت سابق مسرحًا لجدل واسع النطاق بعد ورود تقارير غير مؤكدة عن رسو سفن يشتبه في أنها تحمل أسلحة متجهة إلى إسرائيل. وقد أثارت هذه التقارير انتقادات من بعض الأوساط التي عبرت عن قلقها إزاء احتمال استخدام الأراضي المغربية كمعبر لشحنات أسلحة في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.