24 ساعة-متابعة
شهدت قضية “أبناء المليارديرات” التي هزت الرأي العام في الدار البيضاء تطورات دراماتيكية مساء الجمعة، حيث قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف إطلاق سراح المتهمين الأربعة المتورطين في قضية الاغتصاب والاحتجاز المزعوم لمواطنة فرنسية.
وقد جاء هذا القرار بناء على التنازل الذي تقدمت به المشتكية الرئيسية، والذي برأت فيه ساحتهم من التهم الموجهة إليهم.
وعلى ضوء هذا التنازل، قررت النيابة العامة متابعة المتهمين في حالة سراح، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا تنازل خطيب المشتكية السابق، الذي يقضي حاليًا عقوبة حبسية في قضية أخرى تتعلق بسب وقذف أحد أعضاء هيئة دفاع المتهمين.
وقد ارتأى قاضي التحقيق أن المتهمين يستوفون كافة الضمانات القانونية التي تتيح لهم الاستفادة من السراح المؤقت، مؤكدًا على استمرار إجراءات التحقيق لاستكمال باقي جوانب القضية.
ويذكر أن قاضي التحقيق نفسه بالمحكمة الابتدائية بعين السبع كان قد أمر في نوفمبر الماضي بإيداع ثلاثة من المتهمين السجن، بينما تم الإفراج عن المتهم الرابع، وذلك بعد الاستماع إليهم في المرحلة الأولية من التحقيق بتهم خطيرة تتعلق بالاغتصاب والاعتداء بالضرب والجرح في حق المواطنة الفرنسية وشريكها المغربي.
وتعود تفاصيل القضية إلى الشكاية التي تقدمت بها المواطنة الفرنسية ضد كل من محمد العلج، وسعد السلاوي، وكميل بنيس، متهمة إياهم باغتصابها والاعتداء عليها وعلى شريكها المغربي، محمد أمين نجيب، المسؤول البارز بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي تقدم بدوره بشكاية مماثلة.
ووقعت الأحداث المزعومة خلال حفل خاص أقيم في إحدى الفيلات بالدار البيضاء، حيث زعمت المواطنة الفرنسية أنها تعرضت للاحتجاز والاغتصاب الجماعي تحت تأثير مخدر قوي.
وقد سبق قرار الإفراج عن المتهمين تقديم المشتكيين الرئيسيين لتنازلات رسمية لصالح المتهمين الأربعة في شهر مارس الماضي، شملت جميع التهم المتعلقة بالاغتصاب والاحتجاز.
وكانت المشتكية الفرنسية قد تمسكت بروايتها السابقة خلال جلسة المواجهة أمام قاضي التحقيق في فبراير الماضي، حيث أكدت تعرضها للتخدير بمادة GHB قبل الاعتداء الجنسي عليها من قبل المتهم الرئيسي، كميل بنيس.
وقد صرحت المشتكية أمام قاضي التحقيق بأنها عانت ليلة الحفل من فقدان للذاكرة وعدم القدرة على التحكم في تصرفاتها نتيجة تناولها مادة دوائية.
إلا أن التصريحات الأخيرة للمشتكية تتعارض مع أقوالها الأولية أمام الشرطة الفرنسية في باريس، حيث صرحت عقب عودتها إلى فرنسا وخضوعها لفحوصات طبية بأنها كانت تعاني من صدمة نفسية، وأنها استيقظت في الفيلا في حالة غريبة تشبه التخدير العام، وشعرت بآلام في المنطقة التناسلية، مما دفعها للشك في تعرضها لاعتداء.
وقد أكدت في محضر الشرطة الفرنسية اعتقادها بتناولها مادة مخدرة خلال الحفل، مشيرة إلى أن تحليل السموم الأول أظهر وجود الكوكايين فقط، الأمر الذي استغربته، لكنها ظلت مقتنعة بتعرضها للتخدير بمادةGHB.