24 ساعة-أسماء خيندوف
يشهد سوق درب عمر بالدار البيضاء، أكبر سوق للجملة في المملكة، ركودا غير مسبوق بعد إعلان إلغاء طقس ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى، تجاوبا مع نداء الملك محمد السادس لحماية القطيع الوطني في ظل استمرار الجفاف. وتأثرت قطاعات عديدة، خاصة تجارة الفواكه الجافة والتوابل، مع تسجيل خسائر فادحة لدى عدد من التجار.
في هذا السياق، أوضح سعيد فرح، الكاتب العام لاتحاد التجار والمهنيين في درب عمر، أن المناسبة تمثل موسما رئيسيا يشكل جزءا كبيرا من رقم معاملات تجار الجملة.
وأضاف: ” إن السوق يعاني حاليا من ركود واضح وتراجع في الأسعار تسبب في أضرار رأسمالية مباشرة، مشددا على أن هوامش الربح محدودة، بينما حجم الخسائر كبير”.
وأشار فرح في تصريح لمنصة “فريش بلازا” المتخصصة في الخضر والفواكه إلى أن التوابل، الزبيب، المشمش المجفف، البرقوق، الزنجبيل، والبقوليات، هي أكثر المواد تضررا. كما لفت إلى أن العديد من التجار استوردوا كميات كبيرة استعدادا للعيد، قبل أن تنهار الأسعار بعد القرار المفاجئ.
وقال أحد تجار التوابل إن 90 في المئة من هذه المواد تأتي من الهند، فيما يتم استيراد البقوليات والزنجبيل وجوزة الطيب من مصر.
وتابع حديثه قائلا: ” أن أسعار البيع انهارت بعد الإعلان، موضحاً أن الخسائر تراوحت بين 3 و4 دراهم للكيلوغرام، ووصلت في بعض المنتجات إلى 20 درهما”.
أما أحد تجار الفواكه الجافة، كشف أن سعر البرقوق الممتاز انخفض من 60 درهما إلى 40 درهما، وتراجعت أسعار المشمش المجفف إلى ما دون 50 درهما للكيلوغرام. وأكد أن فترة العيد تمثل حوالي 50 في المئة من حجم المبيعات السنوي.
ويرى المهنيون أن العرض يفوق الطلب بشكل كبير، ما ينذر بخسائر إضافية، خصوصا أن مدة صلاحية هذه المنتجات لا تتجاوز أربعة أشهر. كما يأمل التجار في أن يتحسن السوق خلال الأسابيع المقبلة لتقليص حجم الخسائر.
وختم سعيد فرح بالقول إن الضرر الأكبر لحق بعدد من التجار الذين استوردوا أدوات مخصصة للذبح، مبرزا أن الاتحاد يتابع عن كثب هذه الأزمة، مع إدراكه لأهمية القرار في الحد من التضخم، وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.