24 ساعة-أسماء خيندوف
تفوق المغرب على فرنسا في قائمة مستوردي الغاز الطبيعي من إسبانيا خلال الأشهر الأخيرة من عام 2024، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “إل بيريوديكو” الإسبانية، قد تمكنت المملكة من الاستفادة بشكل كبير من خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يربط بين البلدين ويعمل بكفاءة عالية، حيث بلغ هذا الخط نحو 90% من طاقته القصوى في الفترة الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة، أن رغم فرنسا لا تزال تحتفظ بالحصة الأكبر من عمليات إعادة تصدير الغاز الإسباني، التي تبلغ 33% من إجمالي الصادرات، فإن المغرب تجاوزها بين شهري غشت ونونبر 2024، حيث استحوذ على 40% من إجمالي الغاز المعاد تصديره من المحطات الإسبانية.
وأشارت إلى أن منذ إعادة فتح خط الأنابيب في يونيو 2022، أصبح المغرب يعتمد بشكل مكثف على هذا الرابط الحيوي الذي يمر عبر مضيق جبل طارق ويصل إلى طريفة (قادس) في إسبانيا، حيث هذا الخط الذي كان قد أغلقته الجزائر سابقا، أعيد تشغيله ليتم إرسال الغاز من إسبانيا إلى المغرب، في خطوة هامة تدعم تأمين احتياجات المملكة من الطاقة.
وأوردت الصحيفة الإسبانية، أن رغم أن الاتفاق بين المغرب وإسبانيا لا يتضمن شراء الغاز الإسباني مباشرة، فإنه يتعلق بإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال الذي يستورده المغرب، والذي يتم استقباله في المحطات الإسبانية ثم تحويله إلى غاز طبيعي قبل أن يرسل عبر الأنبوب إلى المغرب. ويعد هذا الحل مؤقتا، حيث لا يزال المغرب يفتقر للبنية التحتية لاستقبال الغاز المسال بشكل مباشر.
كما شددت على أن المغرب وقع اتفاقا طويل الأمد مع شركة “شل” البريطانية لاستيراد 500 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويا، اعتبارا من عام 2024. و سيشحن هذا من موانئ إسبانية عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي إلى أن يتم بناء محطات لاستقبال الغاز المسال في موانئ الناظور وغيرها من المناطق.
و في هذا السياق، ذكرت الجريدة أن الحكومة الإسبانية وضعت آلية رقابية لضمان عدم إعادة تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب، وذلك في ظل تهديدات الجزائر بوقف عقود توريد الغاز مع الشركات الإسبانية إذا ثبت تحويل أي جزء منه إلى المملكة.
و أكدت على أن هذا التوتر يأتي بين إسبانيا والجزائر في وقت حساس، حيث تصاعدت الخلافات السياسية حول قضية الصحراء المغربية. لكن في المقابل، عزز هذا التوتر التعاون بين إسبانيا والمغرب في قطاع الطاقة، حيث قدمت الحكومة الإسبانية دعما حيويا للمغرب خلال أزمة الطاقة الكبرى، ما ساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين في هذا المجال.