24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
شهدت التحويلات المالية التي يرسلها المهاجرون إلى المغرب تطورًا مذهلاً خلال العشر سنوات الأخيرة، حيث تضاعف حجمها ودفع بالمملكة المغربية إلى المرتبة الثانية. كوجهة لتحويلات الأموال انطلاقًا من إسبانيا.
ففي عام 2023، بلغت التحويلات المالية إلى المغرب 1.375 مليار يورو، وهو ما يمثل 13.1% من إجمالي الحوالات المرسلة من إسبانيا. ويشكل هذا الرقم تقدمًا كبيرًا مقارنة بعام 2013، حين كانت حصة المغرب من هذه الحوالات لا تتجاوز 7.4% فقط.
يعود هذا التطور إلى حد كبير إلى النمو المستمر للجالية المغربية في إسبانيا. فمع أكثر من مليون مقيم مغربي، أصبحت هذه الجالية اليوم أكبر تجمع أجنبي في البلاد، متجاوزة بذلك الإكوادوريين والبوليفيين والرومانيين.
وخلال سنتين فقط، هاجر ما يقارب 200 ألف مغربي جديد إلى إسبانيا، مما ساهم في زيادة حجم الأموال المرسلة إلى الوطن الأم. وتشكل الحوالات الآن 0.09% من الناتج المحلي الإجمالي الإسباني، وهو رقم مرتفع مقارنة بـ 0.04% قبل عشر سنوات.
في هذا السياق، يبدو أن المغرب على وشك تجاوز كولومبيا، التي لا تزال حاليًا الوجهة الأولى للأموال المرسلة من إسبانيا، بقيمة 1.5 مليار يورو في عام 2023 (14.7% من الإجمالي). وتبرز هذه الديناميكية الارتفاع الملحوظ في التحويلات نحو المغرب، والذي قد يتفوق قريبًا على كولومبيا من حيث الحجم المالي، خاصة مع استمرار نمو الجالية المغربية.
على الصعيد العام، أرسل الأجانب المقيمون في إسبانيا في عام 2023 ما مجموعه 10.7 مليار يورو إلى بلدانهم الأصلية، أي ما يعادل 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي الإسباني، مع تركيز كبير للأموال نحو أمريكا اللاتينية وإفريقيا. ورغم التقدم الكبير للتحويلات نحو المغرب، تظل كولومبيا في صدارة الوجهات، لكن مشهد الحوالات المالية يتغير بسرعة، مع ارتفاعات ملحوظة لدول أخرى مثل هندوراس وباكستان.