الدار البيضاء-أسماء خيندوف
استدعت وزارة الخارجية الجزائرية، مجددا، السفير الفرنسي لدى الجزائر، ستيفان روماتيه، للاحتجاج على ما وصفته بـ”الإيجارات الرمزية جدا” التي تدفعها فرنسا مقابل 61 عقارا تحتلها في الجزائر.
وأفادت وسائل إعلام جزائرية بأن الاستدعاء جاء بعد أسابيع فقط من استدعاء سابق، مرتبط بمناورات عسكرية فرنسية مغربية مقررة في شتنبر المقبل، والتي اعتبرتها الجزائر “عملا استفزازيا” قد يفاقم التوترات القائمة.
L’ambassadeur de France en Algérie une nouvelle fois convoqué par le régime algérien pour protester cette fois-ci contre les “loyers ridiculement bas” de 61 biens immobiliers occupés par la France. Le régime algérien utilise la convocation de l’ambassadeur de France qui… pic.twitter.com/NiJUlgWKM3
— Chawki Benzehra شوقي بن زهرة (@ChawkiBenzehra) March 16, 2025
وكشف برنامج Hebdo Show Algeria، يوم الأحد 16 مارس، أن السلطات الجزائرية أبلغت السفير الفرنسي بنيتها إعادة فتح ملف العقارات الموضوعة تحت تصرف فرنسا.
وأوضح المحلل الجزائري في العلاقات الدولية، باديس خنيسة، أن السفارة الفرنسية تسيطر على أكثر من 14 هكتارا في أحياء راقية بالعاصمة الجزائرية، بإجمالي مساحة تفوق 140 ألف متر مربع، مقابل إيجارات وصفت بأنها “رمزية جدا”.
تصاعد التوتر الدبلوماسي
يأتي هذا الاستدعاء في ظل تدهور العلاقات بين الجزائر وفرنسا منذ إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في يوليوز الماضي، دعمه لمغربية الصحراء.
وسبق للخارجية الجزائرية أن أبلغت السفير الفرنسي، يوم 6 مارس، أن المناورات العسكرية المشتركة بين فرنسا والمغرب، المعروفة باسم “شركي 2025″، والمقررة في شتنبر المقبل بمدينة الرشيدية، ستُعتبر “عمل استفزازيا” قد يزيد من حدة التوتر.
وفي بيان رسمي، شددت الجزائر على “رفضها القاطع” لهذه المناورات التي ستجرى “على مقربة من الحدود الجزائرية”.
ورغم ذلك، فإن مناورات “شركي” ليست سابقة، إذ سبق أن نُظمت عام 2022 في المنطقة ذاتها، حيث جمعت الجيوش المغربية والفرنسية في تدريبات مشتركة تركز على الدفاع الترا استدعاءات متكررة بي.
استدعاءات متكررة
لم يكن هذا الاستدعاء الأول من نوعه، إذ استدعت الجزائر السفير الفرنسي في دجنبر الماضي، احتجاجا على ما وصفته بـ”عمليات ومناورات عدائية” تهدف إلى “زعزعة استقرار البلاد”.
وأكدت تقارير إعلامية جزائرية آنذاك أن السلطات الجزائرية أبلغت السفير الفرنسي “رفضها القاطع للاستفزازات والأفعال العدائية الفرنسية تجاه الجزائر”.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتواصل فيه احتجاز الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر منذ عدة أشهر، بتهم من بينها “المساس بالوحدة الترابية”.
ويبدو أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بمرحلة توتر غير مسبوقة، خاصة منذ استدعاء الجزائر لسفيرها في باريس الصيف الماضي، احتجاجا على إعلان فرنسا دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.