24 ساعة ـ متابعة
في خطوة لافتة تعكس محاولة لتكييف أدواتها الدبلوماسية مع تعقيدات المشهد الإقليمي، لجأت الجزائر إلى استخدام القوة الناعمة المتمثلة في الطرق الصوفية لتخفيف حدة التوتر الدبلوماسي المتصاعد مع دول منطقة الساحل.
وحسب وسائل اعلام اسبانية، تراهن الجزائر على النفوذ الروحي والاجتماعي العميق لهذه الطرق في سياق الأزمة السياسية الحالية التي تشهدها المنطقة.
وفي تجسيد لهذه المقاربة الجديدة، قام الخليفة العام للطريقة التيجانية، الشيخ علي بلعرابي، بزيارة رفيعة المستوى إلى بوركينا فاسو. اللافت في هذه الزيارة أنها تمت على متن طائرة رئاسية وبرفقة وفد رسمي، مما يشير بقوة إلى وجود تنسيق مباشر ودعم من السلطات الجزائرية لهذه المبادرة.
وحسب ذات المصدر ، وعلى مدار أسبوع كامل في العاصمة البوركينابية واغادوغو، لم تقتصر أنشطة الشيخ بلعرابي على الجانب الديني. والإشراف على فعاليات روحية، بل شملت أيضاً عقد لقاءات مع مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة البوركينابية. الأمر الذي كشف عن البعد السياسي الواضح لهذه الزيارة. وتُشير كل الدلائل إلى أن هذه الزيارة تندرج في إطار محاولة جزائرية لنزع فتيل الأزمة الدبلوماسية التي تفاقمت مؤخراً.
وتأتي هذه الأزمة في أعقاب حادثة إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة مالية في بداية شهر أبريل الماضي. وهو الحادث الذي سرعان ما أدى إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية مع عدة دول في الساحل. حيث شملت التداعيات سحب السفراء وإغلاق المجال الجوي بين الجزائر من جهة. ومالي والنيجر وبوركينا فاسو من جهة أخرى.