24ساعة-العيون
قام وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، بجولة شملت إفريقيا الوسطى والكاميرون والكونغو والبنين. فيما قامت كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية مكلفة بالشؤون الإفريقية سلمة بختة منصوري. بزيارة إلى كل من غامبيا وليبيريا، حيث سلم المسؤولان الجزائريان. رسائل خطية من الرئيس عبد المجيد تبون إلى نظرائه بهذه الدول الافريقية.
وياتي هذا التحرك الدبلوماسي المكثب للجزائر، في ظل توالي الهزائم الدبلوماسية التي منيت بها على الساحة الافريقية. وانحسار التأييد لطرح البوليساريو وتصاعد الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. حيث باشرت الخارجية الجزائرية في الآونة الأخيرة. تحركا ديبلوماسيا مكثفا في اتجاه عدد من الدول الافريقية الصديقة للمغرب. والمعروفة بمواقفها الداعمة للوحدة الترابية للمملكة.
التحرك الدبلوماسي الجزائري يحمل في طياتها أبعادا أعمق تتعلق بقضية الصحراء
هذه الجولة ورغم أنها بحسب ماهو معلن، تندرج في إطار التعاون الثنائي بين الجزائر وهذه البلدان. وبحث الاستحقاقات المرتقبة على صعيد الاتحاد الإفريقي. لكنها تحمل في طياتها أبعادا أعمق تتعلق بالنزاع الإقليمي المتعل حول الصحراء المغربية. الذي يعتبر محورا استراتيجيا في السياسة الخارجية الجزائرية، حيث تسعى الجزائر من خلال هذه الجولة إلى استعادة بعض نفوذها الذي فقدته على الساحة الافريقية. وذلك بعد تخلي العديد من دول القارة عن دعمها لأطروحة البوليساريو الإنفصالية.
كما يميز هذه البلدان التي شملتها الجولة الديبلوماسية الجزائرية، هو أنها لطالما حافظت على مواقف متزنة وداعمة للوحدة الترابية للمغرب في قضية الصحراء، فرغم التحولات الجيوسياسية والتجاذبات الإقليمية. التي شهدتها القارة الإفريقية، ظلّت هذه الدول بمنأى عن المحور المعادي للموقف المغربي الذي تقوده الجزائر وجنوب أفريقيا، مؤكدة على دعمها للحل السلمي في إطار احترام السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. وهو الموقف الذي عززته كل من إفريقيا الوسطى وغامبيا وليبيريا بفتح قنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة. في دعم واضح وصريح للسيادة المغربية على الصحراء.
التحرك الدبلوماسي يأتي في ظل سلسلة من الانتكاسات تعرضت لها الجزائر وحلفاؤها بالقارة
وتأتي هذه الجولة في ظل سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية التي تعرضت لها الجزائر وحلفاؤها بالقارة، كان آخرها قرار جمهورية غانا سحب اعترافها بجبهة البوليساريو، وهو تطور يعكس تغيرا ملحوظا في الموقف الإفريقي إزاء النزاعالمفتعل في الصحراء المغربية. والذي سبقه خطوات مشابهة من دول إفريقية عديدة. حيث نجحت الدبلوماسية المغربية في تعزيز موقفها بعد إقناعها للعديد من الدول الإفريقية بالتخلي عن مواقفها العدائية للوحدة الترابية للمملكة. من خلال عديد الشراكات والمبادرات الاقتصادية لصالح دول القارة السمراء.
ووفق مراقبين ، تحاول الجزائر من خلال جولات ديبلوماسية متكررة، تقويض هذا التقدم من خلال الترويج لخطابها الداعم للبوليساريو، والعمل على استمالة بعض الدول الإفريقية لدعم موقفها بشأن نزاع الصحراء، في ظل خشيتها من انعكاس هذه التحولات في المواقف الإفريقية على مقعد البوليساريو بالتكتل القاري، وهي محاولات تبدو غير ذات جدوى، في ظل سياق إقليمي ودولي بات ينحو في اتجاه تسوية هذا النزاع الإقليمي، من خلال مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب.
وتبدو الدبلوماسية الجزائرية، رغم كثافة تحركاتها في الآونة الأخيرة بالساحة الافريقية. عاجزة عن مجاراة الدينامية المغربية، فالجزائر تواجه تحديات داخلية كبيرة، منها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. إضافة إلى تناقص الموارد المالية التي كانت توظفها في كسب ولاء عدد من الدول الافريقية، فيما يتجه النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. نحو مرحلة جديدة، حيث أصبح الدعم المقدم لجبهة البوليساريو مقتصرا على عدد محدود من الدول التي تواجه بدورها تحديات داخلية. في مقابل مكاسب دبلوماسية كبيرة يحققها المغرب. والتي عززت موقفه في حل النزاع في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة.