24 ساعة ـ متابعة
يبدو اليوم أن الجزائر، غارقة في ديناميكية من العزلة الدولية المتزايدة. وتتجلى هذه العزلة في مجموعة من الأزمات والتوترات التي تطال علاقاتها بعدة أطراف إقليمية ودولية.
🇩🇿 L’Algérie en crise diplomatique : de leader régional à isolement croissant ?
Longtemps pilier du mouvement des non-alignés, l’Algérie semble aujourd’hui s’enliser dans une dynamique d’isolement international.
🔻 Tensions avec le Mali, où Bamako accuse Alger de soutenir des… pic.twitter.com/SPe4hGQqwO
— 𝐇𝐢𝐬𝐭𝐨𝐢𝐫𝐞𝐬 𝐝'𝐀𝐟𝐫𝐢𝐪𝐮𝐞 ♤ (@Silboyofficiell) June 5, 2025
أزمة الساحل: توترات مع مالي ورفض اتفاق الجزائر
تتفاقم التوترات مع مالي، حيث تتهم باماكو الجزائر بـدعم الجماعات المسلحة وترفض اتفاق الجزائر لعام 2015. وتفجّر الوضع بشكل خاص بعد إسقاط طائرة مسيرة مالية في عام 2025، مما أثار رد فعل حازماً من الدولة المالية التي اعتبرت ذلك اعتداءً على سيادتها.
هذه التطورات تضع الجزائر في موقف حرج داخل منطقة الساحل، حيث تتزايد المطالب بتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
دوائر العزلة: من الجوار إلى القوى الكبرى
ولا تقتصر الأزمة على منطقة الساحل فحسب، بل تمتد لتشمل علاقات الجزائر مع دول أخرى:
-القطيعة الدبلوماسية مع المغرب منذ عام 2021 بسبب قضية الصحراء الغربية، مما يؤثر على التكامل المغاربي.
-العلاقات المجمدة مع إسبانيا لأسباب متعددة، مما يزيد من تعقيد الوضع الدبلوماسي في المتوسط.
-مناخ متوتر مع فرنسا، يعكس خلافات عميقة في الملفات التاريخية والسياسية.
-موقف غير واضح تجاه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، مما يضع الجزائر في منطقة رمادية على الساحة الدولية.
-الخلافات المستمرة مع بعض دول الخليج، مما يحد من فرص التعاون الاقتصادي والسياسي.
دبلوماسية “تفاعلية” لا “استباقية”
ويتم النظر، إلى الدبلوماسية الجزائرية حالياً على أنها جامدة، و”غالباً ما تكون تفاعلية أكثر منها استباقية”. هذا النقص في المبادرة الدبلوماسية يجعل الجزائر في موقف رد الفعل بدلاً من لعب دور قيادي في حل الأزمات أو بناء التحالفات. فبدلاً من صياغة استراتيجيات طويلة المدى، تبدو الجزائر وكأنها تستجيب للأحداث المتلاحقة، مما يزيد من تدهور صورتها الدولية.
هل تستطيع الجزائر النهوض من جديد واستعادة نفوذها
يبقى السؤال المطروح بإلحاح اليوم هو: هل تستطيع الجزائر النهوض من جديد؟ هل تستعيد نفوذها السابق؟ إن الخروج من هذه الدوامة يتطلب مراجعة شاملة للسياسة الخارجية، وتبني نهج دبلوماسي أكثر مرونة واستباقية. ففي عالم سريع التغير، لا يمكن لدولة بحجم ومكانة الجزائر أن تتحمل تكاليف العزلة الدولية.