24 ساعة – متابعة
واجه مسلسل “الدم المشروك” الذي يعرض خلال شهر رمضان على القناة المغربية الثانية، انتقادات واسعة من طرف المشاهدين المغاربة الذين رأوا فيه محاكاة غير موفقة للدراما المصرية، معتبرين أنه لا يعكس الهوية الدرامية المغربية، بل يعد مجرد تقليد للدراما المصرية.
وتدور أحداث المسلسل حول صراعات عائلية معقدة حول الإرث، وتتخللها قصص حب وخيانة وكشف للأسرار، وعلى الرغم من الجدل حوله، حقق المسلسل نسب مشاهدة عالية، ويعتبر من بين الأعمال الدرامية المغربية الأكثر مشاهدة في رمضان.
وفي هذا السياق، أكد الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم في تصريحه لـ”24 ساعة” مجموعة من الملاحظات حول مسلسل “الدم المشروك، أن المشكلة لا تكمن فقط في تشابه بعض عناصره مع الدراما الصعيدية المصرية، بل في ضعف الكتابة الدرامية التي تعاني منها الدراما المغربية عموما.
وأوضح واكريم في تصريحه لـ”24 ساعة”، أن الجدل القائم حول تشابه “الدم المشروك ” مع الدراما الصعيدية المصرية لا يشكل مشكلة جوهرية، بل إن تقليد دراما قوية ومتقنة قد يكون في صالح تطوير الإنتاج التلفزيوني المغربي.
وأكد واكريم على أن الدراما الصعيدية المصرية تتميز بجودة عالية وسيناريوهات محكمة، وبالتالي فإن مغربتها بشكل جيد يمكن أن يشكل خطوة إيجابية في مسار تحسين الدراما المغربية.
وأضاف أنه لا يرى تشابها كبيرا بين “الدم المشروك” والدراما الصعيدية المصرية، باستثناء بعض العناصر مثل لباس دنيا بوطازوت وبعض المشاهد القليلة جدا، كما أن موضوع الثأر أو الصراع بين العائلات ليس حكرا على الدراما الصعيدية، بل هو عنصر درامي شائع في العديد من الإنتاجات العالمية.
ويرى واكريم أن المشكلة الرئيسية في مسلسل “الدم المشروك” لا تتعلق بالتشابه مع الدراما المصرية، بل في افتقاره إلى منطق درامي متماسك، إذ تتوالى الأحداث بعشوائية دون حبكة واضحة أو تطور درامي منطقي، ما يجعل الشخصيات تتصرف بشكل غير مبرر دراميا.
وهذه الملاحظات، حسب الناقد واكريم، لا تخص هذا المسلسل فقط، بل تنطبق على العديد من الإنتاجات المغربية الأخرى التي تعاني من ضعف الكتابة الدرامية.
كما أكد المتحدث، أن أحد الأسباب الرئيسية وراء ضعف السيناريوهات في الدراما المغربية هو سياسة شركات تنفيذ الإنتاج، التي تسعى إلى تقليل التكاليف عبر التعامل مع كتاب سيناريو يقبلون بأجور منخفضة.
وهذا التوجه يؤدي إلى إنتاج نصوص ضعيفة وسيناريوهات غير متماسكة، حيث يتم تسريع الكتابة دون منحها الوقت الكافي للنضوج والتطور بشكل جيد.
وأشار الناقد إلى أن بعض كتاب السيناريو في المغرب يجدون أنفسهم مضطرين لكتابة عدة مسلسلات في وقت قصير، مما ينعكس سلبا على جودة النصوص، كما أن شركات الإنتاج تفضل تقليص الميزانيات على حساب جودة المحتوى، وهو ما يؤثر على مستوى الدراما المغربية بشكل عام.
ويرى الناقد السنمائي، أن الحل يكمن في إعادة النظر في طريقة إنتاج المسلسلات، وإعطاء الكتابة الدرامية أهمية أكبر عبر الاستثمار في كتاب محترفين ومنحهم الوقت الكافي لإنتاج سيناريوهات قوية ومتقنة.
كما أن تعزيز دور كتاب السيناريو ومنحهم الإمكانيات اللازمة للعمل بحرية يمكن أن يسهم في رفع مستوى الإنتاجات التلفزيونية المغربية وجعلها أكثر تنافسية على المستوى العربي والدولي.