24 ساعة – متابعة
في وقت تتسارع فيه وتيرة التحولات الاقتصادية، يبرز المغرب كوجهة استراتيجية للاستثمارات الدولية، حيث تتجه الأنظار نحو تعاون واعد مع ألمانيا يحمل في طياته طموحات كبرى لإعادة إحياء القطاع البحري، وتطوير البنية التحتية في مجالات الطاقة والنقل والصناعة.
وهذه الشراكة، التي أطلق عليها “موقع الدفاع العربي” لقب “صفقة القرن”، ليست مجرد اتفاق اقتصادي، بل خطوة طموحة لتحقيق رؤية المغرب في أن يصبح مركزا إقليميا للصناعة البحرية، مستفيدا من الخبرة الألمانية الرائدة عالميا.
وتتعدد مظاهر هذا التعاون المرتقب، حيث أشار المصدر ذاته، إلى خطط ألمانية لدعم إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، ومد خطوط أنابيب، وبناء محطات للغاز الطبيعي المسال على الأراضي المغربية.
وهذه المشاريع ليست مجرد استثمارات مادية، بل تعكس رؤية مشتركة لتعزيز الاستقلال الطاقي ودعم التنمية المستدامة، فالمغرب، بفضل موقعه الجغرافي المتميز وبنيته المينائية المتطورة مثل ميناء طنجة المتوسط وميناء الداخلة الأطلسي المستقبلي، يقدم بيئة مثالية لتحقيق هذه الأهداف، ما يميز هذه الشراكة هو تقاطعها مع تاريخ المغرب البحري العريق.
وأكد المصدر عينه، أن مدنا مثل سلا كانت من بين المراكز للأساطيل البحرية في عصور مضت، واليوم يمتلك المغرب أساطيل حديثة للصيد والنقل البحري، هذا الإرث، مقرونا لطموح الحديث لتطوير صناعة بناء السفن، يجعل من التعاون مع ألمانيا فرصة ذهبية في ألمانيا.
بتكنولوجيتها المتقدمة في الصناعات الثقيلة، تملك القدرة على نقل خبراتها وتعزيز قدرات المغرب في هذا المجال، على غرار ما حدث في صناعة السيارات التي أصبح المغرب من خلالها مصدرًا رئيسيًا للسيارات إلى أوروبا وإفريقيا.
اليد العاملة المغربية أظهرت مهارة وكفاءة
وأضاف المصدر ذاته، أن المغرب أثبت قدرته على تكوين كفاءات محلية في صناعات متقدمة مثل السيارات والطيران، مما يعزز الثقة في إمكانية بناء صناعة بحرية متطورة.
وأظهرت اليد العاملة المغربية مرونة وكفاءة عالية، جاهزة لاستيعاب التحديات التقنية لهذا القطاع، ومع ذلك، فإن الطموح لا يخلو من تحديات، فتطوير صناعة بحرية متقدمة يتطلب استثمارات ضخمة وتكوينا مستمرا للكوادر البشرية.
وبفضل استقراره السياسي وتجربته الناجحة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، يبدو أن المغرب في موقف قوي لتجاوز هذه العقبات، والتعاون مع ألمانيا، المدعوم بخبرتها الصناعية وسجلها المتميز في الابتكار، يمكن أن يكون الشرارة التي تحول المغرب إلى قوة بحرية إقليمية.
وخلص المصدر ذاته، إلى أن الشراكة المغربية الألمانية تمثل أكثر من مجرد صفقة اقتصادية، إنها رؤية مشتركة للمستقبل، تجمع بين طموح المغرب في استعادة مكانته كقوة بحرية وخبرة ألمانيا في الصناعات المتقدمة.
وإذا نجح هذا التعاون فقد يصبح المغرب نموذجا يحتذى به في المنطقة، محققا بذلك لقب “صفقة القرن” بحق.