24 ساعة-متابعة
وجهت النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، نادية تهامي، سؤالا كتابيا والذي توصلت “24 ساعة” بنسخة منه، إلى وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، دعت فيه إلى الكشف عن الإجراءات الحكومية لمواجهة تفاقم ظاهرة تشغيل الأطفال، في ضوء المعطيات المقلقة التي كشفتها المندوبية السامية للتخطيط مؤخرا.
ووفقا لما جاء في المذكرة الإحصائية الصادرة عن المندوبية بتاريخ 16 يونيو 2025، فقد بلغ عدد الأطفال النشيطين اقتصاديا، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و17 سنة، نحو 101 ألف طفل خلال سنة 2024. وتشير الأرقام إلى أن 90% من هؤلاء الأطفال انقطعوا نهائيا عن الدراسة، كما أن الغالبية العظمى منهم ينحدرون من العالم القروي.
وتظهر نفس المعطيات أن 6 من أصل كل 10 أطفال يزاولون أعمالا مصنفة ضمن خانة “الخطيرة”، حيث يقدر عددهم بـ62 ألف طفل، أي ما يعادل 62,7% من مجموع الأطفال المشتغلين. وتشكل هذه الفئة نحو 0,8% من إجمالي الأطفال في نفس الشريحة العمرية.
النائبة تهامي لفتت الانتباه إلى تقاطع هذه الأرقام مع خلاصات سابقة أصدرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشأن فئة الشباب غير النشيطين وغير المتمدرسين وغير المتدربين (NEET)، إلى جانب مؤشرات الانقطاع المدرسي التي تتراوح سنويا بين 280 و300 ألف تلميذ، فضلا عن اتساع رقعة الاقتصاد غير المنظم الذي يضم أزيد من مليوني وحدة إنتاجية.
وساءلت البرلمانية الوزير السكوري عن الخطوات العملية التي تعتزم الوزارة اتخاذها، بتنسيق مع باقي القطاعات المعنية، من أجل تقليص هذه الظاهرة، مع احترام المقتضيات القانونية ذات الصلة، خاصة تلك المنصوص عليها في مدونة الشغل بخصوص حظر تشغيل القاصرين في الأعمال الخطيرة، بالإضافة إلى الالتزام بالاتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل المغرب.
في السياق ذاته، أوضحت مذكرة المندوبية السامية للتخطيط، التي صدرت بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال (12 يونيو)، أن الذكور يشكلون 84,6% من مجموع الأطفال المشتغلين، وأن 89% منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، بينما يعيش 77,5% في المناطق القروية وفيما يتعلق بوضعهم التعليمي، فإن 87,7% منهم انقطعوا عن الدراسة، و10,7% يشتغلون بالتوازي مع الدراسة، مقابل 1,6% لم يسبق لهم الولوج إلى المدرسة.
وتتوزع أنشطة هؤلاء الأطفال حسب المجال الجغرافي، إذ يعمل 70,3% من أطفال القرى في قطاع الفلاحة والغابات والصيد، في حين يتجه أطفال المدن نحو قطاعي الخدمات (58,8%) والصناعة (26,1%) أما من حيث صفة العمل، فيؤدي 57,4% من أطفال العالم القروي مهاما كمساعدين عائليين، بينما يشغل أكثر من نصف أطفال الحواضر وظائف كمأجورين.
وبينما تسجل بعض المؤشرات الإيجابية كتراجع الظاهرة بنسبة 8,2% مقارنة بسنة 2023، و59,1% مقارنة بعام 2017، فإن الأرقام لا تزال تسلط الضوء على تحد اجتماعي واقتصادي حقيقي يتطلب استجابة حكومية شاملة ومنسقة.