24 ساعة-أسماء خيندوف
أكدت بيانات حديثة صادرة عن مكتب الدراسات BMI التابع لـ “فيتش سوليشنز” أن المملكة عززت مكانتها كوجهة مفضلة للاستثمار في قطاع صناعة السيارات، بعدما استأثرت وحدها بثلث المشاريع التي تم إطلاقها أو الإعلان عنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الربع الأول من سنة 2025.
وسجلت المنطقة خلال هذه الفترة ما مجموعه 27 مشروعا استثماريا جديدا بقيمة إجمالية بلغت 2.6 مليار دولار، مقابل 21 مشروعاً فقط بقيمة 957.9 مليون دولار في الربع الأخير من 2024، وهو ما يعكس دينامية متسارعة في القطاع.
تصدر المملكة لقائمة الدول الجاذبة للاستثمارات
استقطبت المملكة تسعة مشاريع من أصل 27، متفوقة على مصر التي حلت ثانية بستة مشاريع، تليها الجزائر بخمسة، ثم السعودية بمشروعين، وإيران بمشروع واحد. وتركزت غالبية الاستثمارات الجديدة على تصنيع مكونات السيارات وإنتاج السيارات الخاصة، استمراراً للتوجه نحو تطوير قطاع المركبات الكهربائية.
وسلط التقرير الضوء على عوامل الجذب الرئيسية التي تتمتع بها المملكة، وفي مقدمتها توفر شبكة توريد محلية واسعة وقربها الجغرافي من الأسواق الأوروبية، وهو ما يعزز من موقعها كمركز إقليمي لصناعة السيارات، لاسيما مع الحضور القوي لفاعلين كبار مثل رونو وستيلانتيس.
وفي تفاصيل الاستثمارات، أطلقت شركات أوروبية خمس مشاريع جديدة بالمغرب لتطوير صناعة مكونات السيارات. من بينها Fränkische Industrial Pipes الألمانية التي أعلنت عن استثمار بقيمة 100 مليون درهم (نحو 10,9 ملايين دولار) في مصنع متخصص في أنظمة البلاستيك، إلى جانب شركة Leoni الألمانية التي دشنت وحدة إنتاج موجهة للمركبات التجارية.
كما واصل المغرب جذب استثمارات صينية نوعية، شملت مشاريع أعلنتها شركات Hangzhou Redick Energy Saving Technology وGuangdong Haomei New Materials وLingyun Industrial، وتتعلق بإنتاج مكونات متطورة تشمل المحامل وهياكل بطاريات الطاقات الجديدة وقطع هيكلية من الصفائح الفولاذية عالية المقاومة.
تعزيز سلاسل التوريد المحلية يدعم النمو
يرى تقرير BMI أن هذه الاستثمارات تنسجم مع تطور الإنتاج المحلي للسيارات، سواء من قبل المصنعين التقليديين أو الوافدين الجدد، مشيراً إلى أن وجود مصانع جاهزة لإنتاج السيارات النهائية يشجع على مزيد من الاستثمارات في تعزيز سلاسل التوريد الداخلية.
وفي السياق الإقليمي، شهدت مصر أيضاً دخول شركة Geely الصينية على خط الإنتاج المحلي لطرازين من السيارات، بطاقة إنتاجية تصل إلى 30 ألف وحدة سنوياً، فيما أعادت شركة النصر إطلاق مشروع تصنيع الحافلات الكهربائية بعد توقف دام 15 عاماً، واضعة نصب أعينها إنتاج 20 ألف سيارة سنويا خلال المرحلة المقبلة.
أما في الإمارات، فقد وقعت شركة W Motors اتفاقية تعاون مع شركة Valeo لتطوير حلول التوصيل الذاتي. كما أبرمت شراكة مع NWTN لإنتاج حلول تنقل مستدامة تشمل سيارات خاصة موجهة للفئة المتوسطة الراقية وللاستخدامات الأمنية، وهي مبادرات من شأنها التأثير إيجابا على آفاق الصناعة في دول مجلس التعاون الخليجي، بحسب المصدر ذاته.