إعداد-زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة السادسة عشر
يعد المهدي بنعطية واحدا من أبرز المدافعين في تاريخ كرة القدم المغربية، حيث تميز بقوته البدنية، وذكائه التكتيكي، وروحه القتالية التي جعلته قائدا لأسود الأطلس لسنوات، من الدوري الفرنسي إلى أكبر الأندية الأوروبية، رسم بنعطية مسيرة حافلة بالنجاحات، قبل أن يضع حدا لمشواره الدولي بعد أكثر من عقد من العطاء.
وُلد المهدي بنعطية يوم 17 أبريل 1987 في مدينة كوركورون الفرنسية، ونشأ في ضاحية باريس الجنوبية وسط أسرة مغربية-جزائرية، بدأ خطواته الأولى في عالم كرة القدم مع نادي ريس أورانجيس للناشئين، قبل أن يلعب لنادي إيفري ثم يواصل تطوير مهاراته في أكاديميات بريتني سور أورج وكريتاي.
التحق بنعطية بـ معهد فيرناند ساستر الوطني التقني (INF) في كليرفونتين، وهو أحد أفضل مراكز التكوين في فرنسا، لفت أنظار مانشستر يونايتد الإنجليزي حيث خاض تجربتين تدريبيتين ناجحتين، كما جذبه جوزيه مورينيو بناء على توصية من النجم الإيفواري ديدييه دروغبا، لكنه اختار الانضمام إلى أولمبيك مارسيليا ليبدأ رحلته الاحترافية.
لم يحصل بنعطية على فرص كثيرة مع الفريق الأول لمرسيليا، فانتقل معارا إلى تور ثم لوريان، قبل أن يجد انطلاقته الحقيقية مع كليرمون فوت عام 2008. تألقه هناك قاده إلى الدوري الإيطالي، حيث وقع مع أودينيزي سنة 2010، ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته.
بعد ثلاثة مواسم ناجحة في الكالتشيو، جذب أنظار كبار الأندية، لينتقل إلى روما في 2013، حيث كان ركيزة أساسية في دفاع الفريق، وقاده إلى إنهاء الموسم في صدارة الدوري الإيطالي، تألقه مع روما دفع العملاق الألماني بايرن ميونيخ لضمه في صفقة بلغت 26 مليون يورو، وهناك فاز بلقب البوندسليغا مرتين إلى جانب ألقاب محلية أخرى.
عاد إلى إيطاليا سنة 2016 عبر بوابة يوفنتوس، حيث تُوج بالدوري الإيطالي مرتين، وكأس إيطاليا، وواصل تقديم مستويات مميزة، قبل أن يقرر خوض تجربة جديدة مع الدحيل القطري عام 2019، ومن ثم أنهى مسيرته الاحترافية مع فاتح كاراغومروك التركي.
رغم أصوله الجزائرية من جهة والدته، اختار المهدي بنعطية تمثيل المنتخب المغربي، ورفض دعوة الاتحاد الجزائري. خاض أول مباراة دولية في 19 نونبر 2008 ضد زامبيا في الدار البيضاء، وسرعان ما أثبت مكانته في التشكيلة الأساسية.
في 4 يونيو 2011، سجل بنعطية أول أهدافه مع المغرب خلال مواجهة الجزائر ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2012، في مباراة انتهت بفوز أسود الأطلس 4-0، وكان أحد نجوم اللقاء.
تولى شارة القيادة لأول مرة في 2013، بعد اعتزال حسين خرجة، ليصبح قائد الأسود في مختلف البطولات، بما فيها كأس العالم 2018، التي عاد إليها المغرب بعد 20 عاما من الغياب، وبعد 11 سنة من العطاء مع المنتخب، أعلن بنعطية اعتزاله اللعب دوليا في أكتوبر 2018، تاركا وراءه إرثا كبيرا.
بعد اعتزاله، اتجه إلى مجال التحليل الرياضي والاستشارة، وحاليا يشغل منصب المدير الرياضي لنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي.