24ساعة-زينب لوطفي
أكد الباحث المغربي المتخصص في السياسة الرياضية منصف اليازغي، في تصريح خاص لـ”24 ساعة”، اليوم الإثنين، أن تتويج نادي نهضة بركان بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية للمرة الثالثة في تاريخه، ليس إنجازا وليد الصدفة، بل هو نتيجة مشروع رياضي واضح المعالم واستراتيجية بناءة امتدت لسنوات.
نجاح ليس وليد الصدفة
يرى اليازغي أن بركان لم يظهر فجأة على الساحة القارية، بل راكم تجربة وخبرة مستندة إلى الاستمرارية، حيث قال:“الفريق لم يكن نتاج اجتماع ظرفي لعناصر جيدة أو موسم استثنائي هو ناد اشتغل على أسس واضحة، واستثمر في الاستقرار التقني والإداري ليراكم الألقاب.”
أندية المغرب تتصدر وبركان تعادل الصفاقسي
أبرز اليازغي أن هذا التتويج الثالث يعزز ريادة المغرب قاريا، حيث أصبح يملك 8 ألقاب في كأس الكونفدرالية منذ إنشائها عام 2004، متقدما على تونس (5 ألقاب)، وأضاف: “نهضة بركان عادل رقم النادي الصفاقسي التونسي بثلاثة ألقاب، وهو ما يؤكد أننا أمام فريق يصنع التاريخ.”
شمال إفريقيا تواصل الهيمنة
شدد الباحث على هيمنة أندية شمال إفريقيا على المسابقة، بـ17 لقبا من أصل 22، مقابل 5 فقط لدول إفريقيا جنوب الصحراء، مما يبرز مكانة الأندية المغربية والمغاربية في المنافسات القارية.
تفكيك رواية “الدعم”
وفي رده على الانتقادات التي تربط نجاح بركان بالدعم الخارجي أو علاقة النادي برئيس الجامعة، قال اليازغي: “هذا الفريق فاز بالبطولة الوطنية ثم عاد وفاز بلقب قاري في مباراة صعبة، وهو ما يؤكد أن التتويج ثمرة عمل ونتائج ميدانية، لا امتيازات خاصة.”
الاستقرار.. كلمة السر
اعتبر اليازغي أن سر نجاح نهضة بركان يكمن في الاستقرار الإداري والتقني، موضحا أن جميع المدربين الذين مروا من النادي، من منير الجعواني إلى معين الشعباني، وجدوا بيئة مناسبة للإبداع والعمل، منوها بعقلانية إدارة الفريق في تدبير الانتدابات، مؤكدا أن الفريق لا يعتمد على “نجوم”، بل على جماعية الأداء.
بعد جهوي جديد للكرة المغربية
يرى اليازغي أن تتويج بركان يعيد الاعتبار لمنطقة الشرق المغربي، التي غابت عن الألقاب منذ 1975، قائلا: “بركان منحت المنطقة الشرقية بعدا جديدا، وكسرت احتكار العاصمة والدار البيضاء للألقاب، اليوم يمكن لأي مدينة مغربية أن تحلم بالمجد إذا توفرت الظروف.”
انعكاسات محلية وقارية
أكد اليازغي أن هذا الإنجاز يعزز مكانة المغرب القارية، خاصة في ظل غياب الفرق المغربية عن المراحل المتقدمة من دوري الأبطال، مضيفا: “نهضة بركان، إلى جانب تتويج منتخب أقل من 17 سنة، وفريق كرة القدم داخل القاعة للسيدات، ووصافة منتخب أقل من 20 سنة، يؤكد أن الكرة المغربية تعيش دينامية متصاعدة لا تبنى على الصدفة، بل على الرؤية والعمل الجاد”.