24 ساعة-متابعة
انطلقت اليوم فعاليات الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2025 (SIAM)، الذي يعد من أبرز الفعاليات الفلاحية في المنطقة، بمشاركة فرنسا كضيفة شرف لهذا العام.
ويقام المعرض تحت شعار “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”، ليكون منصة هامة لاستعراض استراتيجيات المملكة في مواجهة التحديات المناخية وتركيزها على الماء كأولوية أساسية في سياساتها الزراعية.
في ظل التحديات المناخية والضغط المتزايد على الموارد المائية، يواصل المغرب تنفيذ استراتيجيته الطموحة نحو بناء مستقبل زراعي مرن ومستدام. وتعد موضوعات المعرض بمثابة أداة رئيسية لتحفيز الإرادة السياسية وتعزيز الجهود لمواجهة التغيرات المناخية من خلال إدارة مبتكرة لموارد المياه.
تعتمد هذه الاستراتيجية على محورين رئيسيين: استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 والخطة الوطنية للماء 2020-2050. وتهدف الاستراتيجية الأولى إلى تحديث القطاع الزراعي وتعزيز مرونته أمام التحديات المناخية، بينما تركز الخطة الوطنية للماء على تحسين إدارة المياه في جميع القطاعات.
وفي هذا السياق، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، أحمد البواري، على أهمية الربط بين الماء والطاقة والغذاء كحل رئيسي لمواجهة الضغط المائي المتزايد، مشيرا إلى ضرورة التنسيق بين القطاعات المختلفة لتحقيق إدارة متكاملة ومستدامة للموارد.
وتعد محطات تحلية المياه جزءا أساسيا من هذه الاستراتيجيات، حيث يهدف المغرب إلى توسيع هذه المحطات لتوفير أكثر من 1.7 مليار متر مكعب من المياه سنويًا بحلول 2030.
ومن أبرز المشاريع في هذا المجال مشروع الري باستخدام مياه البحر المحلاة من خلال الطاقة المتجددة في منطقة الداخلة، والذي سيساهم في ري 5000 هكتار بواسطة محطة تحلية تعمل بطاقة ريحية بقدرة 60 ميغاوات.
وتشمل الاستراتيجيات الوطنية مشاريع تحديث أنظمة الري وزيادة المساحات الزراعية المستفيدة من الري الموضعي، مع هدف الوصول إلى مليون هكتار بحلول 2030. كما تضم تحسين أداء القنوات المائية المرتبطة بالسدود المختلفة في المملكة، مثل سد مولوية وسد تادلة، لضمان استدامة الري.
تؤكد هذه المبادرات على أن الماء في المغرب ليس مجرد مورد طبيعي، بل هو عامل أساسي في تطوير العالم القروي وتحقيق التنمية المستدامة، ويسعى المغرب من خلال هذه الاستراتيجيات إلى تعزيز قدرة الزراعة على التكيف مع التغيرات المناخية وتحقيق أمن مائي دائم.