الدار البيضاء-أسماء خيندوف
شهدت المقاولات الناشئة في المغرب خلال عام 2024 تحسنا كبيرا في مستوى التمويلات التي تم جمعها، حيث تجاوزت قيمة هذه التمويلات 700 مليون درهم، ما وضع المملكة في مصاف الدول التي تتمتع بأكثر المنظومات ازدهارا لدعم المقاولات الناشئة في إفريقيا، رغم التحديات التي واجهت هذا القطاع على مستوى القارة.
وبحسب منصة “أفريكا: دو بيغ ديل” المتخصصة في تتبع تمويلات الشركات الناشئة في إفريقيا، فقد شهدت هذه التمويلات زيادة ملحوظة مقارنة بسنة 2023، حيث نجحت هذه المقاولات في جمع نحو 170 مليون درهم فقط، مما يعني أن التمويلات قد تضاعفت أربع مرات في غضون عام واحد.
ورغم هذا التحسن اللافت، لا يزال المغرب في المركز الخامس على مستوى القارة، حيث يتفوق عليه كل من كينيا التي جمعت أكثر من 6 مليارات درهم (638 مليون دولار)، ونيجيريا بـ 4 مليارات درهم (410 مليون دولار)، ثم مصر وجنوب إفريقيا بـ 4 مليارات درهم (400 مليون دولار) و394 مليون دولار على التوالي. ومع ذلك، فإن هذه البلدان الأربعة استحوذت على 84% من إجمالي التمويلات الموجهة للمقاولات الناشئة في القارة، إلا أن أرقامها شهدت انخفاضا بنسبة 25% مقارنة بسنة 2023 و52.17% مقارنة بسنة 2022.
أما في ما يتعلق بالمقارنة بين الدول الإفريقية، فقد تفوق المغرب على دول مثل غانا وتانزانيا والبنين وساحل العاج والسنغال، التي جاءت خلفه في ترتيب أفضل 10 دول على مستوى القارة.
وفيما يخص القطاعات التي استحوذت على الحصة الأكبر من التمويلات، تصدر قطاع “الفينتيك” أي التكنولوجيا المالية القائمة بنسبة 47% من إجمالي تمويلات المقاولات الناشئة في إفريقيا، يليه قطاع الطاقة الذي حصل على حوالي 20%، ثم قطاع النقل واللوجستيك بنسبة 13%. وبذلك، تمركز 80% من إجمالي التمويل في الشركات الناشئة بالقارة في ثلاثة قطاعات رئيسية.
ومن جهة أخرى، شهد قطاع “التكنولوجيا العميقة”و”الخدمات” طفرة ملحوظة، حيث أظهرت شركة مغربية ناشئة تعمل في حلول البنية التحتية للسفر “نويتي” قدرتها على جذب أحد أكبر عشرة استثمارات تمويلية في القارة في 2024.
وفيما يتعلق بالتكنولوجيا المرتبطة بالتغير المناخي، فقد استحوذ هذا القطاع على 32% من إجمالي التمويلات في إفريقيا لعام 2024، وهو تراجع طفيف مقارنة بنسبة 36% التي سجلها في 2023. وتعزى هذه التغييرات إلى تراجع استثمارات الطاقة، التي كانت تشكل 72% من إجمالي استثمارات التكنولوجيا المناخية في 2023، لكنها انخفضت إلى 59% في 2024.
وتشير الأرقام أيضا إلى أن نصف التمويل المخصص للمقاولات الناشئة في 2024 قد تم جمعه من قبل 10 شركات فقط، مما يعكس تركيزا واضحا لرؤوس الأموال ضمن مجموعة صغيرة من الفاعلين الرئيسيين.
و تستمر منصة “أفريكا: دو بيغ ديل”، في تقديم بيانات شاملة حول الاستثمارات واتجاهات القطاع منذ عام 2019، مما يجعلها مرجعا مهما لتحليل حركة تمويل الشركات الناشئة في القارة.
و بهذا الأداء القوي، يثبت المغرب مكانته كداعم رئيسي للمقاولات الناشئة في القارة الإفريقية، معززا بذلك فرص التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في المنطقة.