24ساعة-الرباط
يواصل المغرب اختبار حظوظه، للمرة السادسة، بالترشح رسميا لاستضافة نهائيات مونديال العام 2030، غير أن هذه المرة في إطار لمة ثلاثية تجمعه بجاريه بالقارة الأوروبية إسبانيا والبرتغال.
وبعد إعلان المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، برئاسة الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي دعم ترشيح المملكة المغربية، لاستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، و كذا إعلان ألكسندر تشيفرين، عقب إعادة انتخابه لولاية ثالثة على رأس الاتحاد الأوروبي خلال المؤتمر الـ 47 للهيئة دعم الملف الثلاثي ، أجمع مجموعة من المحللين أن الترشيح أصبح يتوفر على النصاب المطلوب للظفر بشرف احتضان مونديال 2030.
ولقي هذا التنظيم المشترك إهتماما إعلاميا عالميا حيث، أجمع خبراء الرياضة في جميع أنحاء العالم على أن كل المؤشرات الرياضية والاقتصادية والموقع الجغرافي والتلاقح الحضاري والمد الثقافي المغربي الأوروبي عبر التاريخ، تعزز حظوظ الترشيح الثلاثي.
ويرى متتبعون أنه في الوقت الحالي نحن أمام ملفين، الأول للمغرب، إسبانيا والبرتغال، والثاني للأرجنتين وتشيلي والأوروغواي والباراغواي، وإذا تم الاختيار بين هذين الملفين فإن ملف المغرب وشريكيه سيكتسح نتيجة التصويت.
و تمسكت المملكة المغربية حكومة وشعبا بموقفها في بلوغ الحلم، الذي ظلت تنشده منذ عقود، فلم تيأس بعد وضع الترشيح في خمس مناسبات بشكل فردي، من دون أن تحظى بشرف التنظيم الذي تمنحه «الفيفا».
انتظر المغرب الفرصة الملائمة، ومن كيغالي عاصمة رواندا، وفي يوم واحد، حقق المغرب إنجازين كبيرين، الأول يتعلق بتتويج ملك المغرب محمد السادس بجائزة التميز الرياضي برسم سنة 2022، التي يمنحها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» لكبار الشخصيات الإفريقية، والثاني هو قرار الترشح المشترك بمعية إسبانيا والبرتغال لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، الذي سيحمل، وفق الرسالة الملكية، عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي.
في هذا الحفل العالمي، ضربت المملكة المغربية سرب عصافير بحجر واحد، فقد كشفت للعالم إصرارها على مطاردة الحلم، وجاهزيتها لاحتضان أكبر التظاهرات الكونية، وسعيها لتنزيل قيم الرياضة على أرض الواقع.
وفي سياق الموضوع أبديا رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ونظيره البرتغالي أنطونيو كوستا، كامل الترحيب بالمغرب في الملف المشترك لتنظيم كأس العالم 2030، مبرزين أنها إضافة جيدة ودفعة قوية لهذا الملف الطموح.
وقال سانشيز، خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب القمة الإسبانية البرتغالية في لانزاروت إن «هذا القرار يضع الترشح المشترك في ظروف أفضل للتمكن من الفوز بهذا الرهان»، وأضاف: «هذا الملف المشترك بمثابة مشروع طموح وفيه رسائل إيجابية للغاية، فهو يساعد على الاتحاد وليس الانفصال».
من جانبه، قال أنطونيو كوستا، رئيس وزراء البرتغال: «الاتحادات الكروية الثلاثة توصلت إلى اتفاق، وهذا الترشح من شبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب له شحنة إيجابية جدا، وهو يبعث برسالة إلى العالم، لسنا بمثابة قارتين بعيدتين ولا نريد الانفصال بل على العكس نريد الاحتفال بالممارسة المشتركة للرياضة. إنه قرار مهم جدا. هذا الترشيح له وزن إيجابي للغاية يقول للعالم بأسره ولأوروبا وإفريقيا، إننا قارتان متجاورتان ترغبان في العمل سويا. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم ترشيح مشترك على جانبي البحر الأبيض المتوسط بين إفريقيا وأوروبا».
من جهتها، تفاعلت الجامعة الملكية الإسبانية لكرة القدم، بدورها، مع ترشيح إسبانيا والبرتغال والمغرب لاستضافة نسخة 2030 من مونديال كأس العالم لكرة القدم ووصفته بـ «التاريخي»، مؤكدة أن هذا الترشيح غير المسبوق سيعزز الروابط بين أوروبا وإفريقيا.
وقالت الجامعة الإسبانية لكرة القدم في بيان: «هذا ترشيح تاريخي لأنه للمرة الأولى ستنظم بطولة كأس العالم بشكل مشترك في قارتين مختلفتين». وأضافت أن اتحاد الدول الثلاث المجاورة في تعزيز الروابط بين أوروبا وإفريقيا، وكذلك منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، سوف يلهم الآلاف من الشباب من القارتين في مشروع مشترك يستثمر التأثير الذي تحدثه كرة القدم على التنمية الرياضية والاجتماعية في المنطقة. وقالت إن الأمر يتعلق بأقوى عرض ممكن لكأس العالم 2030 من الناحية الاجتماعية والرياضية والثقافية، وكذلك من حيث البنية التحتية.