الرباط-عماد المجدوبي
استدعت الحكومات البريطانية والفرنسية والإيرلندية السفراء الإسرائيليين في عواصمهم، اليوم الأربعاء، لشرح حادث إطلاق “طلقات تحذيرية” من قبل القوات الإسرائيلية على مجموعة من 25 دبلوماسيا كانوا في مهمة رسمية لمراقبة الوضع الإنساني في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
ووصف المسؤولون الأوروبيون الحادث بأنه “غير مقبول” وهددوا باتخاذ “إجراءات ملموسة” إذا استمرت إسرائيل في هجومها على غزة وتوسيع المستوطنات، وفق ما أفادت صحيفة ”الغارديان” البريطانية.
وقع الحادث ، عندما كان الدبلوماسيون، الذين يمثلون 31 دولة بما في ذلك المغرب وإيطاليا وكندا ومصر والأردن والمملكة المتحدة وفرنسا وإيرلندا، يزورون مخيم جنين للاجئين.
وأظهرت لقطات فيديو الدبلوماسيين وهم يجرون مقابلات إعلامية عندما دوت طلقات نارية سريعة بالقرب منهم، مما أجبرهم على الفرار للاحتماء.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الزيارة تمت الموافقة عليها، لكن الوفد “انحرف عن المسار المعتمد” وأن الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية لإبعادهم عن المنطقة.
وأعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه “للإزعاج الذي تسبب فيه” وتعهد بإجراء تحقيق داخلي.
يأتي هذا الحادث في وقت يتصاعد فيه الغضب والقلق الدوليان بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مع استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة وتكثيف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقد أسفرت موجة جديدة من الغارات الجوية والقصف المدفعي على غزة عن مقتل 82 شخصًا على الأقل يوم الأربعاء، بما في ذلك العديد من النساء ورضيع يبلغ من العمر أسبوعًا.
على الرغم من أن إسرائيل بدأت في السماح بدخول عشرات الشاحنات الإنسانية إلى غزة، إلا أن عمال الإغاثة أفادوا بأن المساعدات لم تصل بعد إلى الفلسطينيين بسبب تعقيدات لوجستية، واستمرار القتال، وقيود إسرائيلية. وقد دخل أقل من 100 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ يوم الاثنين، مما ترك القطاع يواجه “خطر المجاعة الحرج”.
وأعلنت بريطانيا أمس الثلاثاء تعليق المحادثات مع إسرائيل بشأن اتفاقية التجارة الحرة، مما يعكس تزايد نفاد الصبر الدولي، بما في ذلك من الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الأهم.