24 ساعة – متابعة
في إطار التدافع السياسي واستعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، عقد حزب التقدم والاشتراكية دورته السادسة للجنة المركزية اليوم الأحد بحضور الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله.
وعرفت هذه الدورة تقديم تقرير شامل من طرف نبيل بنعبد الله، تطرق فيه لأهم القضايا الوطنية الراهنة، من تطورات ملف الصحراء المغربية إلى تقييم أداء الحكومة الحالية وتحديات المرحلة القادمة.
وقد أشار بنعبد الله إلى الدينامية الإيجابية التي يشهدها الملف قضية الصحراء المغربية، على الصعيد الدولي بفضل الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس .
وأكد الأمين العام لحزب الكتاب أن الاعترافات الدولية المتزايدة بمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي تضع المغرب في موقع قوة، داعيا إلى استثمار هذا الزخم من أجل الطي النهائي للنزاع المفتعل، مع ضرورة تطوير مقاربة الحكم الذاتي وتعزيز البعد الاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم الجنوبية.
وانتقد الأمين العام بشدة أداء الحكومة الحالية، واصفا إياها بالأضعف منذ عقود على مستوى النتائج والحضور السياسي والتواصلي. كما أشار إلى أن الحكومة تكتفي بادعاء الإنجازات بينما تعاني البلاد من اختلالات عميقة، أبرزها ارتفاع الدين العمومي إلى 83% من الناتج الداخلي الخام، وتفاقم معدلات البطالة التي بلغت 14% وطنيا وقرابة 40% في صفوف الشباب، إضافة إلى فشل برامج التشغيل وتراجع نسبة النشاط الاقتصادي للنساء إلى أقل من 19%.
وتطرق التقرير أيضا إلى ملف الفساد وتضارب المصالح، معتبرا أن الحكومة الحالية لم تتقدم في محاربة هذه الآفة، بل سجلت البلاد تراجعا في مؤشرات النزاهة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وانتقد بنعبد الله استمرار الريع في قطاعات حيوية كالمحروقات، حيث قدرت الأرباح غير المشروعة بحوالي 60 مليار درهم خلال عشر سنوات، ورفض الحكومة إعادة تشغيل مصفاة “لاسامير”، معتبرا ذلك خضوعا للوبيات المال على حساب السيادة الطاقية الوطنية.
ودعا محمد نبيل بنعبد الله إلى إصلاح منظومة الانتخابات وضخ نفس ديموقراطي جديد، محذرا في ذات الوقت من محاولات تيئيس المجتمع وإيهامه بأن نتائج انتخابات 2026 محسومة سلفا.
كما شدد على ضرورة إحداث انفراج سياسي وحقوقي، وتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وإرساء حكامة جيدة تقطع مع الفساد وتعيد الثقة في المؤسسات، مؤكدا أن حماية المسار الديموقراطي والتنموي للمغرب يمر عبر إصلاحات عميقة وشجاعة على كافة المستويات.