24 ساعة – محمد العبدلاوي
احتضنت مدينة أكادير يوم السبت الخامس من يوليوز يوليوز الجاري، فعاليات المؤتمر الجهوي السابع لحزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة، وسط حضور وازن لقيادات الحزب ومناضليه، يتقدمهم الأمين العام عبد الإله بنكيران.
هذا المؤتمر جاء في سياق خاص يعيشه الحزب، بعد سنوات من التراجع الانتخابي، حيث يسعى إلى إعادة ترتيب صفوفه واستعادة مكانته في المشهد السياسي الجهوي والوطني.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية أجواء مشحونة بالتوقعات، خاصة مع حضور بنكيران المعروف بخطابه الحاد وقدرته على إثارة النقاش.
وفي كلمته، لم يتردد بنكيران في توجيه انتقادات لاذعة للوضع السياسي الراهن، معبرا عن قلقه من “تحولات غامضة” تشهدها الساحة الوطنية، مشيرا إلى تغول بعض الجهات التي وصفها بـ”التماسيح والعفاريت” في الإعلام العمومي، ومحاولتها إسكات الأصوات الحرة.
كما انتقد بشدة أداء الحكومة الحالية بقيادة عزيز أخنوش، معتبرا أن السياسات المتبعة زادت من معاناة المواطنين وعمقت الفوارق الاجتماعية، وأن المغاربة لم يعودوا مرتاحين للوضع الحالي، كما شدد في كلمته على أن بعض الفاعلين السياسيين يعتمدون “المكر والخداع” بدل البرامج الحقيقية، وهو ما يضر بالديمقراطية ويقوض الثقة في المؤسسات.
رسائل بنكيران حملت معها أيضا دعوة لأعضاء المصباح بالتماسك وتغليب المصلحة العامة على الحسابات الضيقة، مع التأكيد على ضرورة التشبث بثوابت الحزب ومبادئه في مواجهة التحديات.
وأكد أن العدالة والتنمية سيظل وفيا لخطه النضالي، مدافعا عن الديمقراطية وخدمة المواطن رغم كل العراقيل، داعياً إلى إعادة بناء الثقة وترتيب البيت الداخلي استعدادا للمرحلة المقبلة،
أسفر المؤتمر عن تجديد الثقة في أحمد أدراق كاتبا جهويا لولاية ثانية، وانتخاب محمد أوريش نائبا له، في خطوة تعكس رغبة الحزب في ضخ دماء جديدة واستعادة وهجه بالجهة التي كانت آخر محطة في استحقاقات تجديد الكتابات الجهوية، بعد المؤتمر الوطني التاسع نهاية أبريل الماضي.
وتراهن قيادة العدالة والتنمية على هذه الدينامية التنظيمية لإعادة تموقع الحزب وطنيا وجهويا، خاصة بعد التراجع الكبير الذي عرفه في انتخابات 2021، استعدادا للاستحقاقات المقبلة.