24 ساعة-متابعة
فقد المغرب، مساء أمس الجمعة، 28 فبراير الجاري، أحد رجالاته البارزين، محمد بن عيسى، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 88 عاما، وكان محمد بن عيسى شخصية سياسية ودبلوماسية مرموقة، ترك أثرا طيبا في كل لقاءاته ومساهماته في خدمة الوطن.
ولد محمد بن عيسى في 3 يناير 1937 بمدينة أصيلة، وأبدى منذ صغره شغفا كبيرا بالثقافة ومجال الاتصال، وفي عمر السادسة عشرة، سافر إلى مصر لدراسة الصحافة، ثم حصل على منحة لمتابعة تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نال شهادة البكالوريوس في الصحافة من جامعة منيسوتا.
تطورت مسيرته المهنية كملحق إعلامي في البعثة المغربية الدائمة لدى الأمم المتحدة بسرعة ليصبح أحد الأعمدة البارزة في المشهد السياسي والدبلوماسي المغربي.
وكان قد قام بدراسات تنموية وبيئية في أفريقيا، وساهم في إيجاد حلول مستدامة لتحسين ظروف العيش.
وعاد إلى المغرب عام 1976، حيث ترأس إدارة صحيفة تصدر بالعربية والفرنسية، وأصبح عضوا في المجلس البلدي، ثم انتخب كنائب في البرلمان ممثلا مدينته أصيلة، ليخطو خطواته الأولى في مسيرة سياسية ثقيلة الأهمية.
وشغل محمد بن عيسى مناصب عديدة ومهمة، منها رئاسة بلدية أصيلة، التي قادها نحو تحول ثقافي وحضاري كبير، والأمانة العامة لمؤسسة منتدى أصيلة، حيث ساهم في جعل المهرجان الثقافي السنوي منبرا دوليا لتبادل الأفكار والفنون.
وتولى منصب مسؤول المعلومات في الأمم المتحدة، وعمل في نيويورك وأديس أبابا، كما تقلد مناصب في روما وغانا بصفته مديرا للمعلومات في منظمة الأغذية والزراعة.
كما شغل حقيبة وزارة الثقافة بين عامي 1985 و1992، وسفير المملكة المغربية في الولايات المتحدة الأمريكية من 1993 إلى 1999، ثم تقلد وزارة الشؤون الخارجية بين 1999 و2007.
وتميزت مسيرة بن عيسى، بالحصول على جوائز وأوسمة مرموقة، منها وسام العرش بدرجتي ضابط وضابط كبير، وجائزة الأغا خان للهندسة المعمارية، ودكتوراه فخرية في القانون من جامعة منيسوتا، وجائزة الشيخ زايد للكتاب كأفضل شخصية ثقافية، إلى جانب جائزة بطرس غالي في مجال الدبلوماسية والسلام.
وترك محمد بن عيسى بصمة بارزة في المشهد الثقافي المغربي، حيث ساهم في تأسيس وتنظيم مهرجان أصيلة الثقافي السنوي، الذي أصبح منصة دولية للحوار الثقافي والفني.
كما لعب دورا محوريا في تعزيز مكانة الثقافة المغربية على الصعيد العالمي وجعل مدينة أصيلة معقلا للفنون والآداب.