سمير الابراهيمي
تواصل الفنانة فاطمة تبعرمانت، عبر ألبومها الجديد (…)، الحفر في اللسنيات، فيما يمكن أن نسميه “وفاء” لخط اختارته في مجال الغناء الأمازيغي.
وبغض النظر عن موضوع الألبوم أو هدفه، كيفما كان، فلا يمكن إلا أن نقف عند هذا العمل الجديد باعتباره تتمة لمسار اختارته الفنانة تمثل في البحث عن كل ما له علاقة بالأمازيغية من تقاليد وتاريخ وثقافة وموروث.
فهي في الألبوم الجديد توجه البوصلة من جديد في اتجاه التاريخ، داعية عشاق فنها الى التعمق فيه، غير مبتعدة عن التيمات التي ولجتها في سابق أغانيها، الأمر الذي رسخ فنها لدى المتابعين ضمن خانة “الغناء الملتزم”.
وبالاستماع الى الألبوم الجديد، يحس المتتبع أن الفنانة المغربية تتابع النهل، و”بنهم” من قاموس اللغة الأمازيغية لتضفي عليه شخصيتها الفنية التي صقلتها مع مرور الزمن لا سيما مع التجربة السياسية التي خاضتها مع “الأحرار”.
قاربت تبعمرانت كل المواضيع من الاجتماعية الى السياسية مرورا بالاقتصادية بل وحتى العالمية، إلا أن الذي يجب تسجيله، هو أن الفنانة تبقى “وفية” بكل مقاييس الوفاء لقضايا الأمازيغية، لتجعل من الأغنية، ليس فقط وسيلة “نضال”، بل أيضا قناة للتوعية لا سيما قضية المرأة التي دافعت عنها باستماتة.
وبما أن الألبوم الجديد قد تطرق الى قضية بعض “المصطلحات” المتداولة محليا، فهذا لا يعني سوى شيئا واحدا، وهو أنها على نفس الدرب في البحث والتقصي والاجتهاد وصقل “الشعر” كما تصقل الفضة تزنيت مدينتها، ليصل الى المتلقي نقيا، ولكل مشربه.
هذه هي تبعمرانت، لا يبحث عنها في هذا الألبوم فقط بل يجب ربط جديدها بقديمه من أجل قراءة واعية.