24ساعة-متابعة
في ظل الدعم الأوروبي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي تقدم بها المغرب كحل للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء . بدأت الجزائر تحركًا دبلوماسيًا مكثفًا على الساحة الأوروبية. في محاولة لمواجهة التحول الاستراتيجي في مواقف عدد من العواصم الأوروبية لصالح الموقف المغربي.
ويأتي هذا التحرك في سياق إقليمي ودولي يشهد تراجعًا ملحوظًا في الدعم المقدم لأطروحة جبهة البوليساريو الإنفصالية. مقابل تزايد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي المغربية كخيار واقعي وذي مصداقية.
الزيارة الجزائرية إلى السويد: خطوة استراتيجية
في هذا الإطار، قام وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بزيارة إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، في خطوة تُعد جزءًا من جولة دبلوماسية تشمل دولًا أوروبية أخرى.
ووفقًا لبيان الخارجية الجزائرية، تهدف هذه الزيارة إلى “إثراء العلاقات التاريخية” بين البلدين. مع التركيز على “ترسيخ التوافقات السياسية” حول القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها نزاع الصحراء، الذي يُعتبر محورًا مركزيًا في السياسة الخارجية الجزائرية.
تأتي هذه الزيارة وسط قلق جزائري واضح من تخلي عدد من العواصم الأوروبية عن حيادها التقليدي إزاء النزاع، حيث باتت دول كبرى مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا، وغيرها، تعبر عن دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
هذا التحول العميق في مواقف دول الاتحاد الأوروبي يضع الجزائر في موقف دفاعي. حيث تهدف الجزائر إلى مواجهة هذا المد الأوروبي الداعم للمغرب، ومنع المزيد من الدول من الانضمام إلى هذا التيار.
تحديات الجزائر في مواجهة التحول الأوروبي
التحرك الدبلوماسي الجزائري يعكس إدراكًا واضحًا للتحديات التي تواجهها الجزائر على الساحة الأوروبية. فمع تزايد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي المغربية، وتراجع الدعم لأطروحة البوليساريو. تجد الجزائر نفسها أمام معركة دبلوماسية مفتوحة، تحاول من خلالها كسب الوقت ومواجهة هذا التحول العميق في المواقف الأوروبية.
إن الدعم الأوروبي المتزايد للمبادرة المغربية لا يعود فقط إلى واقعيتها وعمليتها كحل للنزاع المفتعل. بل أيضًا إلى الدور الاستراتيجي الذي يلعبه المغرب كشريك موثوق للاتحاد الأوروبي في قضايا حيوية.
هذا الواقع يضع الجزائر أمام تحدٍ كبير. حيث باتت استراتيجيتها الإقليمية المرتبطة بنزاع الصحراء تواجه تهديدًا مباشرًا، مما يدفعها إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية للحفاظ على مواقف الدول. التي لا تزال محايدة، أو استمالة دول جديدة إلى جانبها.