24ساعة-متابعة
شهدت الوحدة النموذجية للزراعة في التربة المالحة QT/TIFINA بواحة أرفود، نقلة نوعية في مجال الطاقة، حيث تمثّلت في تحويل نظام تحلية المياه المالحة، المعتمد على التناضح العكسي من الاعتماد على الشبكة الكهربائية العمومية إلى تشغيل كامل بالطاقة الشمسية.
هذا الإنجاز ثمرة شراكة ثلاثية بين المغرب، الصين، وفرنسا، ويعتمد نموذجاً مبتكراً يجمع بين التحلية بالتناضح العكسي وتحسين التربة لدعم الزراعة المستدامة في الواحات، مع آفاق واعدة لتطبيقه في مشاريع مماثلة قيد الإنجاز بدول الساحل والخليج.
ويستفيد هذا النظام الطاقي الجديد من أكثر من 3000 ساعة من الإشعاع الشمسي سنويًا، ما يتيح تشغيل الوحدة بشكل مستقل خارج الشبكة، وربطًا فعّالًا بين وحدات التحلية ونظام الري بالتنقيط الليلي، بما يضمن تقليص استهلاك الطاقة وخفض تكاليف التشغيل بشكل ملحوظ.
كما يستند هذا النموذج إلى تكنولوجيا حديثة طوّرها شركاؤنا في جامعة غرب الصين بمدينة تشنغدو، أثبتت نجاعتها في استصلاح الأراضي الصحراوية بغرب الصين، مما يجعلها قابلة للتكييف مع السياق المغربي، وداعمة لمسار الزراعة المستدامة في المناطق الواحاتية الهشة.
وقد أسفرت المراحل الأولى من تشغيل المشروع عن نتائج ميدانية مشجعة، تمثّلت في تحسين زراعة وإنتاجية عدد من المحاصيل مثل النخيل، والمورينغا، والزيتون، والشعير، وأشجار الميموزا، إلى جانب أصناف أخرى من المزروعات والأشجار المقاومة للملوحة.
ويهدف المشروع إلى توفير موارد مياه مستدامة للري الزراعي وترميم المنظومات البيئية في المناطق الواحاتية الجافة بجنوب المملكة، مع توسيع نطاق تطبيقه من خلال مشاريع شراكة في طور الإنجاز بعدد من دول الخليج العربي ومنطقة الساحل.