24ساعة-متابعة
في تحليل مقلق نشر يوم 20 أبريل 2025، كشف الباحثان أحمد شرواي ومريم وهبة من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD). عن تفاصيل خطيرة حول الدور المتزايد لإيران في تأجيج التوترات في منطقة الصحراء المغربية.
يركز التقرير على تحالف خفي يجمع بين طهران وحزب الله وجبهة البوليساريو. بدعم نشط من النظام الجزائري، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار الإقليمي.
تهديد إيراني بإغلاق مضيق جبل طارق
خلال الأيام الأولى للحرب بين إسرائيل وحماس، أصدرت إيران تهديدًا بإغلاق مضيق جبل طارق، الممر البحري الاستراتيجي الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، حال استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة. ورغم أن هذا التهديد بدا غير واقعي في البداية، يؤكد الباحثان أن “المنطق وراء هذا التصريح بدأ يتضح الآن”.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، تلقى مقاتلو جبهة البوليساريو. الحركة الانفصالية المدعومة من الجزائر، تدريبات في سوريا من قبل حزب الله. الذراع العسكري لإيران في لبنان. يُظهر هذا التعاون مدى انخراط البوليساريو في الاستراتيجية الإيرانية، حيث يعتمد النظام الإيراني على حزب الله لتدريب قواته الوكيلة.
تحالف موثق منذ سنوات
التحالف بين إيران والبوليساريو ليس جديدًا. في عام 2018، قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران بعد اتهامات بتزويد طهران للبوليساريو بصواريخ أرض-جو من طراز SAM9 وSAM11 وStrela عبر حزب الله وسفارة إيران في الجزائر. وقد أشار وزير الخارجية المغربي آنذاك، ناصر بوريطة، إلى تواطؤ مباشر بين هذه الأطراف. وفي عام 2022، أعلن ممثل عن البوليساريو أن إيران تدرس تزويد الحركة بطائرات بدون طيار هجومية.
بعد أسابيع، قدم المغرب إلى الأمم المتحدة صورًا تؤكد استخدام البوليساريو لأسلحة متطورة. بما في ذلك طائرات إيرانية بدون طيار. وفي يناير 2023. انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر محاكاة لهجمات البوليساريو باستخدام هذه الطائرات. مما عزز الشكوك حول نقل التكنولوجيا العسكرية.
دور الجزائر المحوري
يؤكد شرواي ووهبة على الدور المركزي للجزائر في هذا التحالف. توفر الجزائر دعمًا لوجستيًا شاملاً لجبهة البوليساريو، بما في ذلك التمويل والتسليح وإصدار جوازات السفر، بالإضافة إلى استضافة قيادة الحركة في مخيمات تندوف. ويُنظر إلى هذا الدعم على أنه أداة جيوسياسية للضغط على المغرب. في 6 نوفمبر 2024، أطلقت البوليساريو صواريخ باتجاه مهرجان مغربي خلال إحياء ذكرى “المسيرة الخضراء”، وسقطت القذائف بالقرب من الحدود الجزائرية، مما دفع وسائل الإعلام المغربية إلى الادعاء بأن الهجوم انطلق من الأراضي الجزائرية.
صلات مع الجماعات الجهادية
يكشف التقرير عن علاقات وثيقة بين البوليساريو وجماعات جهادية مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم الدولة. ويُشار إلى أن عدنان أبو الوليد الصحراوي، القيادي السابق في البوليساريو، أصبح أميرًا لتنظيم الدولة في الساحل قبل مقتله على يد القوات الفرنسية في مالي عام 2021. تُعتبر مخيمات تندوف، وفقًا للتقرير، أرضًا خصبة للمنظمات المتطرفة ومركزًا عابرًا للحدود لتجنيد الجهاديين.
انتهاكات حقوق الإنسان واستغلال الأطفال
تتناول التحليلات أيضًا الجوانب الإنسانية المقلقة. فقد أدانت منظمة غير حكومية في جنيف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة استغلال البوليساريو لآلاف الأطفال في مخيمات تندوف. يُمنع هؤلاء الأطفال من إكمال تعليمهم ويُجبرون على تلقي تدريبات عسكرية والمشاركة في القتال، في ممارسة وُصفت بأنها منهجية وتُستخدم لأغراض سياسية وعسكرية.
دعوة لتحرك أمريكي
يحث الباحثان الولايات المتحدة على اتخاذ موقف واضح. يقترحان فتح قنصلية أمريكية في الداخلة بالصحراء لتعزيز الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب، وهي خطوة وعدت بها إدارة ترامب دون تنفيذ. كما يدعوان إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، مشيرين إلى أن الحركة، بدعم إيراني، تستهدف المدنيين وقوات الأمن المغربية، وهو سلوك يتعارض مع مصالح حليف استراتيجي للولايات المتحدة.