24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تشهد مخيمات تندوف حالة من التدهور الأمني المتزايد، حيث تتفشى الجرائم الخطيرة التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة وحياة السكان. وقد تجلت آخر فصول هذا التدهور في جريمة قتل مروعة راح ضحيتها شاب صحراوي، تم العثور على جثته بعد أيام من اختفائه في ظروف غامضة.
وكشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف “فورساتين” عن تفاصيل هذه الجريمة المروعة، مشيرًا إلى العثور على جثة الشاب فضيلي ولد محمد ولد البشير يوم الأحد الماضي، بعد أيام من الإبلاغ عن فقدانه. وقد أثارت ملابسات وفاته الكثير من الشكوك والتساؤلات بين السكان.
و أضاف المنتدى أن جثمان الضحية كان يحمل آثار تعذيب واضحة، مما يرجح تعرض الشاب للاختطاف قبل أن يتم قتله. ويُعتقد أن هذه الجريمة تأتي في سياق تنامي أنشطة عصابات المخدرات داخل المخيمات، والتي تستغل غياب الرقابة والأمن.
وتشير المعطيات التي كشف عنها منتدى “فورساتين” إلى أن انتشار عصابات المخدرات يتم في مناخ من التواطؤ المزعوم مع بعض القيادات الانفصالية. هذا التواطؤ المزعوم يُسهم في تحويل المخيمات إلى بيئة خصبة للجريمة المنظمة، مما يزيد من معاناة السكان ويقوض أي جهود لفرض القانون والنظام.
ووفق ذات المصدر، أصبحت جرائم القتل، الاختطاف، والتعذيب ظاهرة متكررة داخل هذه المخيمات. والغريب في الأمر أن هذه الجرائم ترتكب في ظروف غامضة، وتمر دون فتح تحقيقات جدية أو اتخاذ إجراءات محاسبة واضحة، مما يعزز الشعور بالإفلات من العقاب بين الجناة.
وتسود حالة من الخوف وانعدام الثقة في أوساط السكان، الذين يعتقدون بوجود تواطؤ غير معلن من جهات نافذة مع منفذي هذه الجرائم. هذا الوضع يُحول المخيمات إلى فضاء هش أمنيًا، مما يجعلها عرضة لسيناريوهات أكثر عنفًا واضطرابا في المستقبل القريب.