24 ساعة-عبد الرحيم زياد
تشهد الساحة الدولية تزايدًا في الدعوات لتفكيك بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، حيث أصدر مجلس الأطلسي تقريرًا حديثا يحث على وضع حد لما وصفه بـ”المهمة العفا عليها الزمن وغير الفعالة”.
يأتي هذا التقرير في ظل تأكيد الولايات المتحدة مجددًا دعمها لسيادة المغرب على الصحراء. مشددة على أن خطة الحكم الذاتي التي يقترحها الرباط هي الحل الوحيد القابل للتطبيق لهذا النزاع الممتد منذ عقود.
يؤكد التقرير أن مينورسو فشلت في تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في تنظيم استفتاء. وتحولت مع الوقت إلى عائق أمام التقدم بدلاً من أن تكون أداة لتسهيل السلام. وجاء في التقرير: “لم تنجح مينورسو في الوفاء بولايتها، بل ساهمت في الحفاظ على حالة من الجمود على مر السنين”.
كما انتقد التقرير المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، واصفًا إياه بأنه “غير متزامن” مع الواقع الجيوسياسي الحالي، خاصة بعد اقتراحه الأخير لتقسيم الصحراء، الذي وُصف بأنه “زلة” تكشف عن عجز دوره وعن تقادم المهمة نفسها.
منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء في ديسمبر 2020، بدأ الموقف الدولي يميل تدريجيًا لصالح الرباط. فقد انضمت إسبانيا إلى هذا الموقف في 2022، تلتها فرنسا التي افتتحت مكاتب دبلوماسية في المنطقة. ويرى التقرير أن هذه التطورات قلبت الوضع الراهن الهش الذي كانت تحافظ عليه مينورسو، مما جعل المهمة تفقد أهميتها بشكل متزايد.
وكشف مؤلفو التقرير أن دي ميستورا أبدى رغبته في الاستقالة بعد فشله في تعزيز الحوار بين المغرب والجزائر، مما يعزز الانطباع بأن البعثة أصبحت عبئًا غير مجدٍ.
ويذهب التقرير إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن مينورسو لم تفعل شيئًا يذكر لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة. مثل الإرهاب، والاتجار غير المشروع، وعدم الاستقرار الإقليمي.
كما أشار إلى تهديدات متزايدة من جماعات متطرفة. وتأثير إيران وروسيا، إلى جانب تحويل المساعدات الإنسانية في مخيمات تندوف بالجزائر. وفي هذا السياق، ي
ويرى المؤلفون أن التمويل السنوي للبعثة، البالغ 61 مليون دولار – والذي تتحمل الولايات المتحدة الجزء الأكبر منه – يمثل هدرًا ماليًا،
واصفين مينورسو بأنها “أداة استعمارية جديدة من الماضي” يجب إلغاؤها لفتح الطريق أمام تنفيذ خطة الحكم الذاتي المغربية.
تتسق هذه الدعوات مع آراء مماثلة نشرتها صحيفة “واشنطن إكزامينر”، التي انتقدت مينورسو ووصفتها بأنها “فشل مكلف”، مشيرة إلى عجزها عن تنظيم تعداد سكاني بسيط، ناهيك عن استفتاء، منذ تأسيسها في 1991. وأضافت الصحيفة: “الولايات المتحدة تعترف اليوم بالصحراء الغربية كجزء من المغرب. واستمرار تمويل مينورسو يتعارض مع المصالح الاستراتيجية الأمريكية ومبادئ اتفاقيات إبراهيم”.
مع تزايد الدعم من الحلفاء عبر الأطلسي، وتنامي الإحباط من عقود من الجمود، تتصاعد الضغوط على الأمم المتحدة وأعضائها. لإعادة تقييم مستقبل مينورسو، والتحول نحو إطار جديد يركز على تحقيق نتائج ملموسة. معتمدًا على خطة الحكم الذاتي المغربية كحل عملي وواقعي. هذا التوجه يعكس تحولًا في النظرة الدولية، حيث يرى الكثيرون أن الوقت قد حان لتجاوز الآليات القديمة واعتماد رؤية جديدة تتماشى مع الديناميات الجيوسياسية الحالية. وتعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.