24 ساعة ـ العيون
تواجه الجزائر تحديات دبلوماسية متزايدة في الحفاظ على دعمها لجبهة البوليساريو، في وقت يشهد فيه المغرب زخمًا دوليًا متصاعدًا لدعم خطته للحكم الذاتي في منطقة الصحراء المتنازع عليها.
فقد أدت التحولات الأخيرة في مواقف دول كبرى مثل فرنسا وإسبانيا، اللتين أعلنتا تأييدهما لمطالب المغرب الإقليمية، إلى تراجع كبير في استراتيجية الجزائر الإقليمية طويلة الأمد. وفي خطوة رمزية. أعادت الجزائر سفيرها إلى مدريد أواخر 2023، منهيةً أزمة دبلوماسية استمرت أشهرًا بعد اعتراف إسبانيا بسيادة المغرب على الصحراء، كما خففت من حدة خطابها مع فرنسا بعد توتر إثر تأييد الرئيس ماكرون لموقف الرباط.
عزلة البوليساريو وفشل الضغوط الجزائرية
هذه التطورات تكشف عن تراجع قدرة الجزائر على التأثير في ملف الصحراء، مع سحب أكثر من 50 دولة -معظمها في إفريقيا وأمريكا اللاتينية- اعترافها بـمايسمى الجمهورية الصحراوية المزعومة. بينما أعربت 19 دولة أوروبية عن دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية.كما فشلت الجزائر في تغيير مواقف إسبانيا وفرنسا لنكشف حدود نفوذها. بحيث أن قطع العلاقات التجارية وسحب السفراء لم يمنع قبولها للواقع الجديد.
آفاق المستقبل: المغرب يعزز مكانته والجزائر تتراجع
مع تزايد الاعتراف الدولي بخطة المغرب، يتوقع الخبراء تعميق عزلة البوليساريو، وربما تسريع طردها من الاتحاد الإفريقي، حيث يعزز المغرب حضوره منذ 2017 ونجاحه في تحويل الانتصارات الدبلوماسية إلى شراكات اقتصادية وسياسية طويلة الأمد، خاصة في غرب إفريقيا والساحل. سيحدد استدامة هذا الزخم. بينما تثير عزلة الجزائر تساؤلات حول مستقبل البوليساريو وتوازن القوى في شمال إفريقيا.