24 ساعة ـ متابعة
سلط تقرير صادر عن المعهد الإسباني للحوكمة والاقتصاد التطبيقي، الضوء على التطورات المتوقعة في ملف الصحراء المغربية في ظل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة في يناير 2025.
و أشار التقرير إلى أن فترة ولاية ترامب الأولى شهدت اعترافا أمريكيا، بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، ما اعتبره انتصارا دبلوماسيا كبيرا للمغرب.
ومع عودته، يتوقع التقرير أن يستكمل ترامب هذه المهمة عبر وضع خارطة طريق نهائية لحل هذا النزاع المستعصي في شمال إفريقيا.
الضغوط الأمريكية ودور الجزائر
أوضح التقرير أن إدارة ترامب تحث الجزائر وجبهة البوليساريو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات فورا وقبول مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتباره الحل السياسي الوحيد الممكن.
ويعزز هذا التوجه تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي تؤكد دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة المغرب على الصحراء، مشددا على أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه الرباط هو الحل الواقعي والوحيد لإنهاء النزاع الذي دام ازيد من نصف قرن.
ولفت التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية تنوي مراجعة، وربما تعليق، تمويل العديد من بعثات الأمم المتحدة، بما في ذلك بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). ويُعد هذا الإجراء ضغطًا إضافيًا على الأطراف المباشرة، الجزائر والبوليساريو، للوصول إلى اتفاق مبني على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
كما ركز على الضغط غير المسبوق الذي ستتعرض له الجزائر لقبول الإطار المغربي، والذي قد يشمل نزع سلاح البوليساريو وتفكيك مخيمات تندوف.
وحذر التقرير من أن رفض الجزائر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، منها العزلة الدبلوماسية المتزايدة، وتعقيدات قانونية بسبب دعمها للحركة، وعقوبات ثانوية محتملة ضد الكيانات الجزائرية التي تُبقي على علاقات مع البوليساريو.
في المقابل، يرى أن واشنطن ستقدم للجزائر إمكانية الاندماج الأعمق في الاقتصاد الغربي، وزيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاع الطاقة الجزائري، والوصول إلى التقنيات المتطورة في استكشاف واستغلال المحروقات، مع ربط كل ذلك بتغيير موقف الجزائر من الصحراء.
المغرب كشريك استراتيجي والمصالح الأمريكية الأوسع
أبرز التقرير أن إدارة ترامب تعتبر المغرب شريكًا أساسيًا في استراتيجيتها لتثبيت الاستقرار في منطقة الساحل، وتتطلع الولايات المتحدة إلى ترسيخ مكانة المغرب كدولة محورية في استراتيجيتها الأفريقية.
وتتجاوز أهمية ملف الصحراء المغربية بالنسبة للولايات المتحدة القضية الإقليمية لتشمل استراتيجية جيوسياسية أوسع تدرك المغرب كحليف رئيسي في المغرب العربي، وضروري للاستقرار والأمن الإقليمي.
ويفسر التقرير سرعة واشنطن في حل نزاع الصحراء المغربية بتداعياته المباشرة على استقرار منطقة الساحل الاستراتيجية، التي تواجه تحديات أمنية متعددة.
ويُعزز هذا القلق الوجود المتنامي للقوى المنافسة في المنطقة، وخاصة الصين، على الرغم من أن الصين لا تدعم مطالب الصحراويين. يُعد التصدي للنفوذ الصيني المتزايد في العالم، بما في ذلك أفريقيا، إحدى أولويات ترامب الدولية.