24 ساعة-أسماء خيندوف
أكد تقرير حديث نشرته منصة “ايست فروت” المتخصصة في صادرات الخضر و الفواكه، أن المغرب بات من بين أبرز الدول الصاعدة في مجال تصدير الفواكه والخضروات بشكل مستدام. ويأتي هذا التقدم في وقت تواجه فيه دول منافسة تحديات مناخية حادة.
تواصل المملكة تحسين أدائها التصديري بفضل استراتيجية زراعية تعتمد على الابتكار والاستدامة وتبني أفضل الممارسات الدولية. ومكن هذا التوجه الاستراتيجي المغرب من احتلال موقع ضمن أسرع ثلاث دول نموا على مستوى العالم في تصدير المنتجات الزراعية.
ثقافة مؤسساتية قائمة على الاستدامة
يشكل التحول الذي يشهده القطاع الزراعي المغربي ثمرة تغيير جذري في طريقة إدارة المشاريع الفلاحية. ويبرز ذلك من خلال التزام الفاعلين الزراعيين المحليين برؤية بعيدة المدى.
ويقول أندري يارماك، الخبير الاقتصادي بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إن “المغرب لا يشتغل بمنطق ظرفي، بل تعتمد شركاته الزراعية على رؤية استراتيجية مستدامة”. وفي هذا السياق، أصبحت مناصب المسؤولين عن الاستدامة جزءا أساسيا في الهيكلة الداخلية للعديد من المجموعات الفلاحية، ما يعكس توجها واضحا نحو أداء بيئي متوازن يرافق التنافسية الاقتصادية.
ورغم التحديات المناخية التي تعاني منها البلاد، بما في ذلك شح المياه وفترات الجفاف الممتدة، واصلت المملكة تحقيق إنتاج مستقر وقابل للتصدير.
يعزى ذلك إلى اعتماد المغرب على تكنولوجيا الري الذكي والزراعة الدقيقة، إلى جانب التحكم في جودة التربة والبنية التحتية المتطورة الخاصة بمرحلة ما بعد الحصاد. وتهدف هذه المقاربة إلى ضمان جودة المنتجات وتتبع مصدرها والامتثال للمعايير الدولية.
منتجات مغربية تتصدر الأسواق العالمية
تشكل الطماطم المغربية أحد أبرز رموز هذا النجاح، حيث يصدر المغرب نحو 690 ألف طن سنويا، بزيادة نسبتها 19% مقارنة بالعام السابق. وتعد الطماطم غير المستديرة 58% من هذا الرقم، حسب فتيحة شراط، المديرة العامة المساعدة بمجموعة “دلاسوس”.
وتستفيد هذه الصادرات من توفر أشعة الشمس خصوصا في منطقة سوس ماسة، مع اعتماد أساليب إنتاج حديثة. كما تشهد صادرات الحمضيات، وعلى رأسها “ناضوركوت”، انتعاشا ملحوظا، حيث من المتوقع أن تبلغ 597 ألف طن خلال موسم 2024-2025، أي بزيادة تقدر بـ31%، مما يجعل المغرب ثالث أكبر مصدر للحمضيات في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا ومصر.
يعزز الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة قربها من أوروبا، مما يتيح تقليص فترات الشحن. كما يساهم تنوع المناخ في توفير إنتاج زراعي على مدار السنة. ويعزز هذا الزخم استثمار الدولة في البنية التحتية والتكنولوجيا، ما يمنح القطاع الفلاحي قاعدة صلبة للتوسع.
وضمن هذا التوجه، يتم العمل على فتح أسواق جديدة، خصوصًا في آسيا، بفضل دعم من الفاو والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، حيث من المرتقب تنظيم بعثة تجارية نحو جنوب شرق آسيا مع نهاية الشهر الجاري، تشمل سنغافورة وماليزيا.
الأسواق الآسيوية: رهان استراتيجي جديد
ترى منظمة الفاو في هذه الخطوة بوابة جديدة لترويج المنتجات المغربية ذات القيمة المضافة العالية، خصوصا في الأسواق الباحثة عن منتجات ذات جودة عالية وقابلة للتتبع.
وتستند المملكة في هذا التوسع إلى صادراتها الحالية من الطماطم الممتازة، التمور، الأفوكادو، والفواكه الحمراء المجمدة. كما أن توفر أصناف حمضيات مغربية خالية من البذور خلال الفترة الممتدة من نونبر إلى أبريل يمنح المملكة ميزة تنافسية مقارنة مع دول آسيوية مثل الصين وباكستان.
تندرج هذه الدينامية في إطار رؤية وطنية تقوم على تعزيز قدرات التصدير من خلال شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص. وتتكفل منظمة الفاو بتوفير الدعم التقني عبر معايير الاستدامة والجودة.