الرباط-عماد مجدوبي
يواجه النظام العسكري الجزائري، بقيادة الجنرال سعيد شنقريحة والرئيس عبد المجيد تبون، نقطة تحول “حرجة” قد تهدد وحدة البلاد، وذلك بحسب تقرير سري .
يشير التقرير، بحسب موقع ”ساحل انتلجنس” إلى أن مركزية السلطة، التوترات الداخلية المتزايدة، والبيئة الجيوسياسية المتفجرة، كلها عوامل تدفع الجزائر نحو مستقبل “غير مؤكد”.
هيمنة عسكرية وتهميش داخلي
يؤكد التقرير أن السلطة في الجزائر تتركز بشكل كبير في يد الجهاز العسكري، الذي يضع الحفاظ على الوضع الراهن كأولوية قصوى. وعلى الرغم من الوعود بالإصلاح، فقد تم استخدام الدساتير لتعزيز قبضة القيادة العسكرية العليا، بينما تم إسكات المعارضة وتهميش الهويات الإقليمية. هذا التركيز المفرط للسلطة أدى إلى تنامي انعدام الثقة في المؤسسات، خصوصًا في المناطق الطرفية.
القبائل والجنوب: بؤر استياء متنامية
تظل منطقة القبائل، بحسب التقرير، المركز الأكثر نشاطًا للاحتجاج ضد السلطة المركزية. تُجرم الحركات المستقلة مثل “حركة تقرير المصير في منطقة القبائل” (MAK) التي يتزعمها فرحات مهني، ويتعرض نشطاؤها للاضطهاد. ويحذر التقرير من أن رفض الاعتراف بخصوصية المنطقة الثقافية واللغوية والسياسية يعزز الانفصال الحتمي، مع إمكانية تحول منطقة القبائل إلى دولة مستقلة.
وفي الجنوب الجزائري، يعيش الطوارق والمزابيون وغيرهم من المجتمعات الصحراوية في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، رغم ثروات المنطقة الهيدروكربونية. تعاني هذه المناطق من التخلف والعسكرة والإقصاء، مما يغذي توجهات انفصالية لدى العديد من الحركات، أو ما وصفه زعيمها (أ.غ.) بـ”رفض السلطة المركزية في الجزائر”.
جبهة البوليساريو: حليف استراتيجي وتهديد أمني
يتطرق التقرير إلى جبهة البوليساريو الانفصالية، المتمركزة في تندوف منذ عقود بدعم جزائري. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن وجود مجموعة عسكرية أجنبية على الأراضي الجزائرية يشكل عامل زعزعة استقرار محتمل.
وتلفت العديد من التقارير، بحسب التقرير، إلى وجود “روابط غامضة” بين البوليساريو والجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، أو حتى مع شبكات أيديولوجية قريبة من حماس وجماعة الإخوان المسلمين.
الساحل وليبيا: تحديات جيوسياسية
تتحول منطقة جنوب الجزائر إلى بؤرة لعدم الاستقرار، وحتى “قاعدة خلفية للحركات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية”، مع استهداف أجهزة الاستخبارات الجزائرية لدول الساحل مثل بوركينا فاسو والنيجر ومالي وتشاد.
وفي الشرق، يؤدي النفوذ المتزايد للمشير خليفة حفتر في ليبيا إلى زعزعة التوازن الأمني الإقليمي.
وبدعم من قوى “معادية للنظام الجزائري”، يجسد حفتر “سلطة عسكرية قادرة على تصدير رؤيته الاستبدادية، أو حتى إرسال قواته إلى المناطق الحدودية في الحرب ضد الإرهاب”.
ويخلص التقرير، نقلًا عن محللين غربيين، إلى أن النظام العسكري الجزائري، برفضه “رؤية براغماتية”، يقود الجزائر “نحو الانهيار أو الانفجار”.