الدار البيضاء-أسماء خيندوف
تشهد العلاقات المغربية الفرنسية تطورا لافتا مع زيارات رفيعة المستوى إلى الصحراء المغربية، حيث ستقوم وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، بزيارة غير مسبوقة إلى المنطقة يومي 17 و18 فبراير الجاري، تليها بعد أيام زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشير.
وأفادت مجلة “جون أفريك” الفرنسية بأن زيارة داتي، التي تشمل الرباط وطانطان والعيون والداخلة، تعكس تحولا كبيرا في موقف باريس تجاه قضية الصحراء، خاصة بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه. كما أوضحت أن هذه الزيارة تأتي في سياق تعزيز الشراكة الثقافية والاقتصادية بين البلدين، حيث ستشمل تدشين مراكز ثقافية فرنسية وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة.
وفي هذا الإطار، أوردت الصحيفة أن داتي ستفتتح فرعا جديدا للتحالف الفرنسي في العيون، مما يعكس التوجه الفرنسي نحو تكثيف حضورها الثقافي في الأقاليم الجنوبية. كما ستشارك في تدشين ملحق للمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما في الداخلة، وهو ما يعزز التعاون الأكاديمي والفني بين البلدين.
أما على المستوى السياسي، شددت “جون أفريك” على أن هذه الزيارة تأتي بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في يوليوز 2024، دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي المغربي، وهو ما أكده مجددا خلال زيارته الرسمية إلى المغرب في أكتوبر الماضي. واعتبرت أن هذه التحركات الدبلوماسية تؤكد التقارب الفرنسي المغربي في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.
وفي السياق ذاته، أكدت المجلة الفرنسية أن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشير، سيزور العيون بين 23 و26 فبراير، حيث سيجري لقاءات مع والي جهة العيون-الساقية الحمراء ورئيسي المجلسين البلدي والجهوي، إلى جانب زيارات ميدانية لمشاريع تنموية كبرى في المنطقة، مما يعكس اهتمام فرنسا بدينامية الاستثمار والتنمية في الأقاليم الجنوبية.
واختتمت “جون أفريك” تقريرها بالإشارة إلى أن هذه الزيارات، التي تُعد الأولى من نوعها لمسؤولين فرنسيين بهذا المستوى بعد اعتراف باريس بسيادة المغرب على صحرائه، تعكس تحولًا استراتيجيًا في سياسة فرنسا تجاه الصحراء المغربية، وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون الثنائي في مختلف المجالات.