24 ساعة – متابعة
يعتقد البعض أن السجائر الإلكترونية أقل ضررا من السجائر العادية، وخاصة مع انتشار السجائر الإلكترونية كبديل حديث للتدخين التقليدي، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى مخاطر صحية جدية مرتبطة بها.
وأظهرت الأبحاث أن نصف ساعة من تدخين السجائر الإلكترونية أو العادية يؤدي إلى تعرض الخلايا للإجهاد التأكسدي، مما قد يسبب التعب وضباب الدماغ وألم العضلات والصداع.
وفي هذا السياق، تحدث علي شتور، رئيس جمعية حماية المستهلك، لـ “24 ساعة”، عن الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب والتلاميذ إلى تجربة التدخين، والعوامل التي تسهل انتشار الظاهرة، إلى جانب أهمية تكثيف الجهود الإعلامية والتربوية والمجتمعية لمواجهتها.
ويرى علي شتور أن إصرار الأصدقاء، وحب التجربة، والضغوط النفسية، من أبرز العوامل التي تدفع التلميذ إلى تعاطي السجائر والمخدرات، فالشباب في هذه المرحلة العمرية يكونون أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية والرغبة في التقليد والتجريب، ما يجعلهم فريسة سهلة لهذه العادات الضارة.
كما أن توفر السجائر بالتقسيط يلعب دورا أساسيا في انتشار التدخين بين الشباب، خاصة الذين لا يملكون القدرة على شراء علبة كاملة، مما يسهل عليهم تجربة التدخين دون عوائق مالية كبيرة.
وأكد المتحدث، أن أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار هذه الظاهرة هو غياب الدور الفعال لوسائل الإعلام السمعية البصرية، والمجتمع المدني، والمدرسة، والأسرة في تكثيف الحملات التوعوية المستمرة. فالتدخين ليس مجرد عادة سيئة، بل إدمان يؤثر على الصحة العامة ويؤدي إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية.
وأشار إلى أن تعاطي التبغ يسهم بشكل مباشر في زيادة معدلات الفقر، حيث ينفق العديد من الأسر جزءًا كبيرًا من دخلها على شراء السجائر بدلًا من تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والسكن والتعليم.
وحسب المتحدث ذاته، أصبحت السجائر الإلكترونية النوع الأكثر انتشارا بين المراهقين دون سن 21 عاما، حيث يعتقدون أنها بديل أكثر أمانا من السجائر العادية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذه المنتجات تحتوي على النيكوتين ومواد سامة تسبب أمراض القلب، والشرايين، وسرطان الرئة، تماما مثل السجائر التقليدية، مما يجعل أي نوع من المنتجات التبغية غير آمن، سواء للمدخنين أو للأشخاص الذين يتعرضون للدخان بشكل غير مباشر.
وشدد رئيس جمعية حماية المستهلك، على ضرورة تجنب التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية بالقرب من الأطفال أو داخل المنازل والسيارات، لأن استنشاق الدخان السلبي يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة.
كما أن المدخنين الذين يعانون من أمراض مزمنة يكونون أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة، ما يجعل الإقلاع عن التدخين أولوية للحفاظ على صحتهم وصحة من حولهم.
ومن أجل الحد من هذه الظاهرة، أكد شتور على ضرورة تطبيق القانون رقم 15.91 المتعلق بمنع التدخين في الأماكن العامة، والمؤسسات الحكومية، والمكاتب الإدارية، وذلك لأن عدم احترام هذه القوانين يجعل الإقلاع عن التدخين أكثر صعوبة، حيث يجد المدخنون أنفسهم محاطين بأشخاص يدخنون في كل مكان.
وفي ختام حديثه، قال شتور إن مكافحة التدخين والإدمان تتطلب جهودا مشتركة من جميع الأطراف، بما في ذلك الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والمجتمع المدني، والجهات الحكومية، فالتوعية والمعالجة لا بد أن تتم على جميع المستويات قبل أن تؤدي هذه الظاهرة إلى تدمير القيم والأخلاق وتهديد استقرار المجتمع.