24 ساعة-متابعة
كشفت صحيفة “DailySignal“ الأمريكية عن تصاعد خطير في أنشطة جبهة البوليساريو، الحركة الانفصالية في الصحراء المغربية، مشيرة إلى أنها أصبحت تمثل تهديدا متزايدا للاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا، بالنظر إلى قربها الجغرافي من مضيق جبل طارق، أحد أهم النقاط الاستراتيجية في العالم.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن البوليساريو تشغل اليوم طائرات مسيرة من الطراز الإيراني، وتتقاسم ممرات الصحراء مع قوافل الإمداد التابعة لوكلاء روسيا، كما تفرض “ضرائب” على طرق التهريب التي تغذي الجماعات الجهادية في منطقة الساحل.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا التطور المقلق، والمدعوم من الجزائر والمعزز بالنفوذ الإيراني والروسي، يستدعي إعادة تقييم عاجلة من قبل الولايات المتحدة لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية عالمية.
الدور الجزائري: ملاذ امن ودعم لوجستي
أكدت الصحيفة ذاتها أن الجزائر، توفر للبوليساريو ملاذا آمنا في مخيمات تندوف، حيث تتمركز مكاتبها الإدارية ووحداتها العسكرية.
ويشمل هذا الدعم التمويل العسكري والإداري، مما يمكن الجبهة الانفصالية من الحفاظ على بنية تحتية مسلحة تضم حوالي 8000 مقاتل، مع إمكانية تعبئة ما يصل إلى 40000 آخرين، هذا الملاذ يتيح للبوليساريو تخزين الأسلحة وتجربة أنظمة جديدة، مما يعزز قدرتها على تنفيذ عمليات هجومية واستقطاب رعاة خارجيين.
وأضاف المصدر، أن التعاون بين البوليساريو وإيران، بدأ في التصاعد منذ الثمانينيات وتطور ليشمل تدريب مقاتلي البوليساريو على يد ضباط من حزب الله. وفي السنوات الأخيرة، ظهرت أدلة على تدريب مقاتليها على تجميع وتشغيل طائرات مسيرة مسلحة، مما يعزز قدراتها العسكرية ويمنح إيران موطئ قدم استراتيجي في غرب البحر الأبيض المتوسط.
كما أشارت الصحيفة إلى أن النفوذ الروسي، يتضح من خلال مشاركة ممثلي البوليساريو في مؤتمرات برعاية الكرملين، ورغم عدم وجود أدلة مباشرة على نقل أسلحة روسية، فإن قوافل فاغنر في مالي والنيجر تستخدم نفس الممرات الصحراوية التي يسيطر عليها مهربون مرتبطون بالبوليساريو، مما يخلق قناة لوجستية محتملة يمكن للكرملين استغلالها لتعزيز وجوده في المنطقة.
وأبرز مقال الصحيفة أن البوليساريو باتت تتحرك في مجال الاقتصاد غير المشروع، حيث تفرض “ضرائب” على تهريب المخدرات والأسلحة.
ومنذ انسحابها من وقف إطلاق النار عام 2020، صعدت البوليساريو خطابها العدائي، مهددة الشركات الأجنبية والمستثمرين والسياح في الصحراء المغربية، لتوسيع نطاق عملياتها وتهديد المصالح الغربية.
تجربة الحوثيين في اليمن درس بليغ
وأكد التقرير أن تجربة الحوثيين في اليمن تظهر كيف يمكن لحركة محلية أن تتحول إلى قوة وكيلة مدمرة إذا تركت دون رادع، بحيث تسير البوليساريو، بدعمها من إيران وروسيا وارتباطها بالاقتصاد غير المشروع، على نفس المسار.
ودعا التقرير المذكور، إلى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية عالمية بموجب الأمر التنفيذي 13224، مما يسمح بتجميد أصولها وتقييد حركة أعضائها.
واعتبر تقربر الصحيفة، أن هذا الإجراء، وإن لم يحل النزاع في الصحراء المغربية، فإنه سيرسل إشارة قوية بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع تهديدات جديدة، في المنطقة.