24 ساعة-أسماء خيندوف
حلل باحثون بيانات تساقط الأمطار في المغرب على مدى 35 سنة، بهدف فهم تأثير التغيرات المناخية العالمية على توزيع الهطول خلال موسم الأمطار. ونشرت مجلة “نيتشر” نتائج هذا البحث في 23 ماي الجاري، ضمن دراسة ركزت على ما يُعرف بتواصلات المناخ البعيدة.
اعتمدت الدراسة على مؤشرات رئيسية مثل تذبذب شمال الأطلسي (NAO)، وتذبذب النينيو الجنوبي (ENSO)، وتذبذب الأطلسي الشرقي (EA)، إلى جانب تذبذب البحر المتوسط (MO) وتذبذب غرب المتوسط (WeMO).
وأظهرت النتائج أن تذبذب شمال الأطلسي وتذبذب البحر المتوسط يلعبان دورا حاسما في تحديد كميات الأمطار خلال فصل الشتاء، بينما يرتبط كل من EA وWeMO بالتغيرات المطرية في فصل الربيع.
كما رصد الباحثون تأثيرات إضافية ناتجة عن النمط الاسكندنافي ونمط الأطلسي الشرقي/روسيا الغربية، والتي تظهر بشكل واضح على المستوى الإقليمي.
أشارت الدراسة إلى أن تأثير ENSO أصبح أكثر بروزا منذ مطلع الألفية، ما يعكس تحولات في العلاقة بين المحيطين الهادئ والأطلسي. كما أوصت بتطوير نماذج مناخية إقليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز دقة التنبؤات، مع توسيع شبكة محطات الرصد وتجهيزها بأحدث التقنيات، ودمج نتائج البحث في السياسات المائية والزراعية.
ودعت الدراسة إلى اعتماد استراتيجيات وطنية شاملة للتكيف مع التغيرات المناخية، تشمل تحسين البنية التحتية للمياه، تطوير أنظمة ري ذكية، وتعزيز الوعي المجتمعي لضمان الأمن الغذائي والمائي في مواجهة التحديات المناخية المستقبلية.
وخلص فريق البحث بالتأكيد على أن هذه الأنماط الموسمية والإقليمية تفتح آفاقا جديدة لفهم التغيرات المناخية في المغرب. كما تشكل فرصة لتحسين التوقعات المناخية ودعم استراتيجيات التكيف في شمال أفريقيا.