24 ساعة-عبد الرحيم زياد
في الثاني من أبريل 2025، وقّعت مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك). مذكرة تفاهم مع البوليساريو.
هذه الخطوة أثارت موجة من الرفض والاستنكار من عدة دول أفريقية. والتي انتهزت الفرصة لتأكيد دعمها الثابت لسيادة المغرب على الصحراء، في سياق الصراع الإقليمي المفتعل المستمر منذ عام 1975. عندما انسحبت إسبانيا من الإقليم تاركةً إياه تحت السيادة المغربية.
السياق الدولي ودعم المغرب
في الوقت الذي يشهد فيه المجتمع الدولي تزايد الدعم لموقف المغرب في قضية الصحراء. حيث أيدت دول مثل الولايات المتحدة في 8 أبريل 2025 مقترح الحكم الذاتي المغربي كأساس للمفاوضات. تستمر بعض الدول الأفريقية، بقيادة الجزائر، في دعم جبهة البوليساريو، وهي جماعة مسلحة تسعى لزعزعة استقرار المنطقة.
لكن الواقع يكشف أن الجبهة الانفصالية تفتقر إلى الشرعية الدولية. إذ لا تعترف بها الأمم المتحدة كدولة. وتفتقد العناصر الأساسية المكونة للدولة مثل السيادة الفعلية والاعتراف الدولي الواسع.
ردود أفعال أفريقية حازمة
توقيع مذكرة التفاهم في جابورون، بوتسوانا. دون استشارة أو موافقة مسبقة من الدول الأعضاء في (سادك)، أثار دهشة واستياء العديد من الدول الأفريقية. وفي أقل من أسبوعين. انطلقت موجة معارضة قوية من دول مثل جزر القمر، زامبيا، ومالاوي، التي أكدت دعمها للمغرب ورفضت هذه المبادرة غير القانونية.
موقف جزر القمر
في 7 أبريل 2025، وجهت جزر القمر معارضتها الصريحة للأمانة التنفيذية لـ(سادك)، معتبرة أن توقيع المذكرة يشكل انتهاكًا للمبادئ القانونية. وأكدت الحكومة القمرية في مذكرة رسمية أن قضية الصحراء تقع تحت الاختصاص الحصري لمجلس الأمن والأمم المتحدة، محذرة من أن تدخل (سادك) في هذا الملف يهدد مصداقية المنظمة الإقليمية. كما استندت جزر القمر إلى المادة 5 من الميثاق التأسيسي لـ(سادك)، التي تحدد نطاق عمل المجموعة في منطقة الجنوب الأفريقي فقط، مما يجعل المذكرة باطلة قانونيًا.
موقف زامبيا
في اليوم التالي، 8 أبريل 2025، أرسلت زامبيا مذكرة دبلوماسية إلى السفارة المغربية في لوساكا، أكدت فيها دعمها “بشكل لا لبس فيه” لخطة الحكم الذاتي المغربية. واعتبرت زامبيا أن المذكرة الموقعة مع الالبوليساريو “غير ملزمة”، مؤكدة أن خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي “الحل الوحيد الموثوق والجاد والواقعي” للنزاع.
موقف مالاوي
بعد أسبوع، في 14 أبريل 2025، انضمت مالاوي إلى موجة الرفض، حيث أصدرت مذكرة دبلوماسية إلى السفارة المغربية في ليلونغوي، جددت فيها دعمها الثابت لخطة الحكم الذاتي المغربية، واصفة إياها بـ”الحل العملي”. وأكدت مالاوي أنها “غير ملزمة” بشروط مذكرة التفاهم، رافضة محتواها وشكلها بشكل قاطع.
دلالات المواقف الأفريقية
تعكس هذه المواقف الدبلوماسية الحازمة تحولًا كبيرًا في المشهد الأفريقي، حيث تظهر بوضوح الخلافات العميقة داخل (سادك) بشأن شرعية هذه المبادرة. كما تكشف عن تزايد الوعي الأفريقي والدولي بدور الجزائر كداعم رئيسي لجبهة البوليساريو، وهو ما أدى إلى سلسلة من الانسحابات من الاعتراف بالجمهورية الوهمية.
هذه الردود تؤكد أيضًا الأهمية التي توليها دول القارة لقضية الصحراء المغربية. داعية إلى حل عادل وواقعي يرتكز على خطة الحكم الذاتي المغربية كآلية مناسبة لإنهاء هذا الصراع الطويل الأمد.
إن المعارضة السريعة والحازمة من دول مثل جزر القمر، زامبيا. ومالاوي لمذكرة التفاهم بين (سادك) والجمهورية الصحراوية تُظهر بوضوح الدعم المتزايد لسيادة المغرب على الصحراء. هذه المواقف ليست مجرد ردود أفعال دبلوماسية، بل تعكس رغبة حقيقية في تحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال حلول واقعية وعادلة، بعيدًا عن الممارسات البالية التي تدعم الانفصال وتُهدد وحدة الدول. وبهذا، يواصل المغرب تعزيز موقفه على الساحة الأفريقية والدولية. مدعومًا بحلفاء يدركون أهمية الوحدة الترابية لتحقيق التنمية والسلام في المنطقة.