24 ساعة-متابعة
أشاد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمغرب، فرانسوا ريبيت-ديغات، اليوم الجمعة 20 يونيو الجاري بالرباط، بالتزام المغرب لفائدة حقوق اللاجئين؛ مبرزا المقاربة الإنسانية والتضامنية التي تنتهجها المملكة في هذا المجال.
وأوضح ريبيت-ديغات، خلال مؤتمر صحفي عقد بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، إلى أنه بفضل هذه المقاربة المعتمدة في الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء التي أطلقت سنة 2013، أصبح المغرب بلد عبور واستقبال لطالبي اللجوء حيث يوجد على ترابه 18.463 لاجئا وطالب لجوء ينحدرون من أكثر من 60 بلدا.
وأكد أن المملكة كرست مكانتها كفاعل رئيسي في إدارة تدفقات الهجرة في إفريقيا وخارجها، مضيفا أن المفوضية تعمل، بتعاون وثيق مع السلطات المغربية، على إدماج اللاجئين وطالبي اللجوء في الأنظمة الوطنية للتعليم والصحة والتشغيل.
وأضاف المسؤول أن “المغرب يجسد تقاليد الضيافة والانفتاح”، مشيدا بالجهود المبذولة لضمان إدماج اللاجئين في المبادرات الوطنية.
وعلى الصعيد العالمي، أشار ريبيت-ديغات إلى أن عدد حالات النزوح القسري يتزايد للعام الثالث عشر على التوالي، ليصل إلى رقم قياسي بلغ 123 مليون نازح، من بينهم 43 مليون لاجئ.
وقال إن هذا الرقم بلغ 41 مليونا في عام 2010، وتضاعف ثلاث مرات تقريبا في غضون عقد واحد فقط.
وأشار إلى أن المجموعات المتضررة من عمليات النزوح هذه تشمل جميع شرائح السكان، من الأطفال الصغار إلى البالغين وكبار السن، وهو ما يكشف عن مدى هشاشة المدنيين في مناطق النزاع.
وشدد على أن “السودان يعد حاليا الأكثر تضررا، إذ يبلغ عدد النازحين 15 مليونا، منهم 4 ملايين نزحوا خلال النزاع الأخير الذي اندلع في ربيع عام 2023″، مشيرا إلى أن هذا الرقم المقلق يعكس حدة الأزمة السودانية، “التي غالبا ما يتم تجاهلها على الرغم من حجمها الكبير”.
وأورد المسؤول أنه إلى جانب السودان، لا تزال مجموعات أخرى تعاني من عواقب النزاعات المطولة، بما في ذلك السوريون، الذين يبلغ عددهم قرابة 14 مليون نازح منذ بدء الحرب سنة 2011، والأفغانيون والأوكرانيون. أما بالنسبة لغزة، فقد أعرب عن أسفه لأن “80 في المئة من السكان نزحوا عدة مرات بسبب الأعمال العدائية المتكررة”.
وتبرز هذه الأرقام مدى تعقيد وخطورة الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وأكد ريبيت-ديغات أن “ملايين النازحين ليسوا مجرد أرقام، فهم يمثلون أرواحا ممزقة، وعائلات مشتتة، وأحلاما محطمة”، مذكرا بأن كل نزوح يفاقم من هشاشة الأوضاع، وهو ما يتطلب استجابات منسقة وتضامنا دوليا راسخا.
وخلص ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المغرب إلى أن التضامن مع اللاجئين مسؤولية جماعية تتجاوز الحدود، داعيا إلى مضاعفة الجهود لمواجهة التحديات المتزايدة للهجرة القسرية.