أسامة بلفقير – الرباط
في الثامن من ماي من سنة 2003، أشرقت سماء القصر الملكي بميلاد أمير بهي الطلعة، هو صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
ومنذ نعومة أظفاره، خطف الأنظار بذكائه الوقاد وحضوره القوي، وبدأ مسيرة استثنائية تحت أنظار والده صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي حرص على تنشئته على أسس متينة من القيم المغربية الأصيلة والقواعد الصارمة للبروتوكول الملكي.
نشأة ولي العهد الحسن الثالث
نشأ صاحب السمو الملكي في كنف الرعاية الملكية السامية، حيث أولى والده المنصور بالله اهتمامًا خاصًا بتعليمه وتنشئته على القيم المغربية الأصيلة.
كما حرص جلالته على تلقينه مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتعزيز ارتباطه الوثيق بالتاريخ العريق للمملكة وثقافتها الغنية بتنوع روافدها.
التفوق الأكاديمي واللغوي.. ركيزتان في مسيرة ولي العهد التعليمية
التحق صاحب السمو الملكي بالمدرسة المولوية بالرباط، وهي مؤسسة عريقة عرفت بتخريج نخبة من أبناء الأسرة الملكية وعددا كبار مسؤوفي المملكة. وخلال مسيرته الدراسية، أظهر سموه نبوغًا لافتًا وتفوقًا في مختلف المواد العلمية والأدبية، مما يعكس ذكاءً وقادًا وقدرة على الاستيعاب والتحليل.
لم يقتصر تفوق سموه على الجانب الأكاديمي فحسب، بل امتد ليشمل إتقانه للغات الأجنبية، حيث يتحدث سموه بطلاقة إلى جانب اللغة العربية، الفرنسية والإنجليزية، وهو ما يعكس انفتاحه على العالم وثقافاته المختلفة.
إلى جانب تعليمه النظامي، حظي صاحب السمو الملكي بتكوين ملكي فريد، حيث رافق والده في العديد من الأنشطة والفعاليات الرسمية منذ صغره.
وقد مكنته هذه المرافقة من اكتساب خبرة مبكرة في البروتوكول الملكي، وفهم آليات العمل المؤسساتي للدولة، والتعرف عن قرب على القضايا الوطنية الكبرى. كما شكلت هذه اللحظات فرصًا لسموه للتفاعل المباشر مع مختلف شرائح المجتمع المغربي، والاستماع إلى تطلعاتهم واهتماماتهم.
تعدد المناسبات التي شارك فيها صاحب السمو الملكي التي تركت بصمة واضحة على مسيرته
• الاحتفالات والأعياد الوطنية: كان حضور سموه دائمًا بارزًا في مختلف الاحتفالات الرسمية والأعياد الوطنية، حيث يشارك الشعب المغربي فرحته وابتهاجه بهذه المناسبات العزيزة. وتجسد مشاركته رمزية قوية للتلاحم بين الأجيال وحرص الأسرة الملكية على مشاركة الشعب أفراحه وأتراحه.
ولي العهد سمو الأمير مولاي الحسن
• الأنشطة الاجتماعية والإنسانية: أظهر صاحب السمو الملكي اهتمامًا متزايدًا بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، حيث شارك في العديد من المبادرات التي تهدف إلى دعم الفئات الهشة وتقديم العون للمحتاجين، وقد تجلى ذلك في حضوره لفعاليات خيرية وإطلاقه لمبادرات تضامنية، مما يعكس وعيًا مبكرًا بمسؤولياته الاجتماعية.
مشاركة ولي العهد سمو الأمير مولاي الحسن في إحدى الأنشطة الاجتماعية والإنسانية
• التمثيل الرسمي للمملكة على الصعيد الدولي: اضطلع صاحب السمو الملكي بمهام تمثيلية للمملكة في العديد من المحافل الدولية، واستقبل العديد من رؤساء الدول والشخصيات البارزة.
وقد أظهر سموه خلال هذه اللقاءات دبلوماسية وحنكة كبيرتين، معبرًا عن مواقف المملكة وثوابتها بكل اقتدار، ومساهمًا في تعزيز صورة المغرب كفاعل مسؤول على الساحة الدولية.
ولي العهد سمو الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني
• المشاركة في الأنشطة الشبابية والرياضية والثقافية: حرص صاحب السمو الملكي على التفاعل مع الشباب وتشجيعهم في مختلف المجالات.
فقد شارك في فعاليات رياضية متنوعة، وحضر تظاهرات ثقافية وفنية، مما يعكس اهتمامه بتنمية قدرات الشباب المغربي وتحفيز إبداعاتهم، كما يحرص سموه على دعم المبادرات التي تهدف إلى صقل مواهب الشباب وتمكينهم من المساهمة الفعالة في بناء مستقبل الوطن.
مشاركة ولي العهد سمو الأمير مولاي الحسن في إحدى التظاهرات الرياضية
• الرعاية السامية للمبادرات الهامة: حظيت العديد من المبادرات الوطنية الهامة بالرعاية السامية لصاحب السمو الملكي، مما يعكس حرصه على دعم المشاريع التي تخدم مصلحة الوطن والمواطنين في مختلف المجالات، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.
ولي العهد سمو الأمير مولاي الحسن في إحدى التدشينات
إن المسيرة المتميزة لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، منذ ميلاده وحتى اليوم، تشكل شهادة حية على الرعاية الملكية السامية التي حظي بها، وعلى ما يتمتع به سموه من ذكاء وفطنة وحرص على خدمة وطنه. ومع بلوغه الثانية والعشرين من العمر، يزداد حضوره وتأثيره في المشهد الوطني والدولي، مؤكدًا بذلك مكانته كجيل جديد من القيادة الواعدة التي تحمل على عاتقها مسؤولية مواصلة مسيرة التقدم والازدهار في المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وفي هذه المناسبة السعيدة، يتجدد ولاء الشعب المغربي قاطبة للعرش العلوي المجيد، وتعبيره عن أسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي، متمنين له دوام الصحة والسعادة والتوفيق في خدمة وطنه وملكه.