24 ساعة-متابعة
في مداخلة مثيرة خلال ندوة برلمانية، أطلق محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، تحذيرا شديد اللهجة مما وصفه بـ”الاحتكار والتلاعب المنظم” الذي يعصف بقطاع الدواجن في البلاد، متهما فاعلين كبارا في السوق بالهيمنة على سلاسل الإنتاج والتوزيع، الأمر الذي أدى – بحسبه – إلى خسائر فادحة فاقت 530 مليار سنتيم لحقت بصغار ومتوسطي المربين حتى نهاية غشت 2020.
وجاءت تصريحات أعبود خلال لقاء دراسي نظمه الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بشراكة مع الهيئة المغربية للمقاولات الصغرى، تحت عنوان: “واقع المقاولة الصغرى بالمغرب ورهانات التطوير”، حيث وجه انتقادات لاذعة لوزارة الفلاحة، متهما إياها بـ”التجاهل المتعمد” لمراسلات الجمعية ومطالبها المتكررة بإصلاح اختلالات القطاع وإنقاذ آلاف المربين من الإفلاس.
وأكد المتحدث أن “الحديث عن المنافسة في قطاع الدواجن مجرد وهم”، موضحا أن الواقع يظهر هيمنة قلة من الفاعلين الذين يتحكمون في السوق ويضبطون العرض والجودة بشروط تفتقر للمراقبة والمساءلة، ما يجعل آلاف المربين في مواجهة مصير مجهول.
وأعرب أعبود عن استيائه مما سماه “سياسة الآذان الصماء” التي تعتمدها وزارة الفلاحة، متسائلا عن جدوى تصنيف قطاع الدواجن ضمن القطاعات الفلاحية الاستراتيجية إذا كان المربون يتركون وحدهم في مواجهة الأزمات، دون حماية حقيقية أو دعم فعلي يمكنهم من الاستمرار.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن عددا كبيرا من المربين اضطروا إلى مغادرة الميدان بعد إفلاس مشاريعهم، محملا جزءا من المسؤولية لفشل أول عقدة ضمن مخطط “المغرب الأخضر” سنة 2010، والتي بحسب تعبيره فتحت الباب أمام استثمارات كبرى لعبت دورا سلبيا في خنق الإنتاج المحلي وإقصاء المنتجين الصغار من السوق.