24 ساعة-متابعة
خرجت زكية الدريوش، كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد البحري، عن صمتها بشأن قضية اختفاء سفينة كانت تقل 17 بحارا قبالة سواحل الداخلة، مؤكدة استمرار الجهود الحثيثة لمعرفة مصير السفينة وطاقمها، مع عدم استبعاد فرضية اصطدام قوي بسفينة تجارية.
جاء ذلك في رد كتابي للدريوش على سؤال النائب البرلماني عن فريق التقدم والاشتراكية، حسن أمريبط، حول مصير البحارة الـ17 الذين انقطعت أخبارهم في ظروف غامضة على بعد 55 ميلا بحريا غرب ميناء الداخلة وأوضحت الوزيرة أن مصالح كتابة الدولة فتحت تحقيقا لتحديد أسباب وظروف اختفاء السفينة.
منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، لم تتوقف وقفات أسر المفقودين أمام مكاتب كتابة الدولة المختصة بمدينة أكادير، مطالبين السلطات بالكشف عن مصير أحبائهم الذين كانوا يمارسون نشاطهم المهني في مياه الجنوب.
وطمأنت الدريوش الأسر بأن “الجهود ما تزال متواصلة من طرف مختلف السلطات المدنية والعسكرية لمعرفة مصير السفينة وطاقمها”، مشيرة إلى أن التحقيق يجري تحت إشراف لجنة مختلطة تضم مصالح مركزية ولا مركزية، إضافة إلى مركز تنسيق الإنقاذ البحري، وذلك وفق ما تنص عليه أحكام مدونة التجارة البحرية.
وفي تفاصيل الحادث، أكدت الوزيرة أن سفينة الصيد بالخيط المسماة “بن جلون” كانت على متنها 17 بحارا، وأن طاقمها أبلغ مندوبية الصيد البحري بالداخلة في 19 فبراير 2025 بأن رحلة الصيد امتدت لفترة أطول من المعتاد، الأمر الذي أثار القلق يذكر أن السفينة أبحرت منذ 7 فبراير 2025، وتوقف جهاز الرصد عبر الأقمار الصناعية بتاريخ 13 فبراير.
على الفور، تم إشعار كافة السلطات المدنية والعسكرية، حيث باشرت البحرية الملكية والدرك الملكي الجوي وكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري عمليات تمشيط مكثفة في المنطقة المحتملة لوجود السفينة، بمساعدة سفن تجارية وعابرة وسفن صيد أخرى.
وأشارت الدريوش إلى أن فرضية انقلاب السفينة بسبب الظروف الجوية السيئة تظل واردة بقوة، وهو ما قد يكون حال دون تمكن ربان السفينة من إرسال إشارة استغاثة كما لفتت إلى أن جهاز الإغاثة الأوتوماتيكي لم يشغل على متن السفينة، وهو ما يفسر بقائه داخل مقصورة القيادة بدلا من أن يطفو على سطح البحر.
وفي سياق التحقيقات، لم تستبعد الوزيرة احتمال اصطدام السفينة المفقودة بإحدى السفن التجارية، نظرا لكثافة حركة الملاحة في المنطقة وقد جرت متابعة دقيقة لهوية السفن المتواجدة قرب موقع الحادث، حيث تم التنسيق مع خفر السواحل الهولندية للتحقيق في سفينة تجارية رصدت في ميناء روتردام، دون العثور على دليل يثبت وقوع اصطدام.
وأضافت أن مركز الإنقاذ البحري تقدم بطلب رسمي للإدارة البحرية الليبيرية لفتح تحقيق حول فرضية اصطدام باخرة تحمل علمها بسفينة الصيد، وقد أوضح المكتب المختص في الولايات المتحدة الأمريكية بعدم وجود أي دليل يدعم هذا الاحتمال.
وتستمر جهود البحث والإنقاذ لأكثر من 90 يوما منذ اختفاء السفينة، وسط تعبير الأسر عن أملها في كشف الحقيقة ومصير أحبائهم.