24ساعة-عبد الرحيم زياد
بعد عقود من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، يشهد الملف تطورات إيجابية تعزز موقف المغرب، بدعم دولي متزايد وعلى رأسه موقف الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع اقتراب الإحاطة المرتقبة للمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا أمام مجلس الأمن، تتجه الأنظار نحو مكاسب المغرب الدبلوماسية الأخيرة، التي أشار إليها محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريحات لجريدة “24 ساعة” . هذه التطورات، بدعم من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد تمهد الطريق لحل نهائي يعزز سيادة المغرب على أراضيه.
إحاطة دي ميستورا: لحظة حاسمة للوساطة الأممية
ويؤكد عبد الفتاح أن الإحاطة المقبلة لستافان دي ميستورا، تأتي في سياق تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2756 الصادر في أكتوبر 2024، والذي يهدف إلى دفع العملية السياسية حول الصحراء. ووفقاً لعبد الفتاح، ستسلط الإحاطة الضوء على التقدم المحرز في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، إلى جانب تقييم الوضع الأمني والسياسي.
كما ستركز على أبرز التطورات الميدانية والسياسية التي شهدها الملف خلال الأشهر الستة الماضية، والتي تصب في مصلحة المغرب. لكن هذه الإحاطة تمثل أيضاً لحظة حاسمة لدي ميستورا، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب العراقيل التي يضعها خصوم المغرب، وخاصة الجزائر، التي ترفض المشاركة الجدية في الموائد المستديرة.
تحديات الوساطة الأممية
ويؤكد محمد سالم عبد الفتاح، أن دي ميستورا يواجه عقبات جمة في مهمته، تتمثل أساساً في تنصل الجزائر وخصوم المغرب من التزاماتهم كأطراف في النزاع. ويشير عبد الفتاح إلى استمرار هؤلاء الخصوم في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مع تسجيل الأمم المتحدة لانتهاكات عديدة، مثل عرقلة مهام بعثة “المينورسو” الميدانية والقوافل اللوجيستية. كما يعاني المسار السياسي من تعثر عقد الجلسات التي تعهد المبعوث الأممي بالتحضير لها، مما يهدد بإبطاء التقدم نحو حل نهائي.
مكاسب المغرب الدبلوماسية
رغم هذه التحديات، يؤكد عبد الفتاح أن المغرب حقق مكاسب كبيرة خلال الأشهر الأخيرة. ستبرزها إحاطة دي ميستورا. فقد تعززت المواقف الدولية الداعمة لسيادة المغرب على الصحراء. مع تراجع دعم الكيان الانفصالي وسحب العديد من الدول لاعترافاتها به. ويأتي هذا الزخم في سياق دينامية دبلوماسية قوية قادها المغرب، مدعومة بتأييد دول وازنة لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعقلاني.
الدعم الأمريكي: دعامة أساسية
ويضيف المتحدث أن أبرز هذه التطورات هو تجديد الولايات المتحدة دعمها الثابت للمغرب، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة. فقد كان ترامب أول من اعترف بسيادة المغرب على الصحراء خلال ولايته الأولى، وهو الموقف الذي أكدته الإدارة الأمريكية مجدداً في لقاء جمع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بكاتب الدولة الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن.
وأشار عبد الفتاح إلى أن هذا اللقاء عزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. التي تشمل اتفاق التجارة الحرة ومكانة المغرب كحليف استراتيجي خارج حلف الناتو. هذا الموقف، الذي ظل ثابتاً حتى خلال إدارة جو بايدن، يعكس تماسك الدعم الأمريكي رغم تعاقب الإدارات.
نحو حل نهائي
تؤكد التطورات الأخيرة أن المغرب يعيش لحظة دبلوماسية مواتية قد تقوده إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء. الدعم الأمريكي الحاسم. إلى جانب تراجع المعسكر الداعم للانفصال، يعزز موقف المغرب في المحافل الدولية. ومع إحاطة دي ميستورا المرتقبة، التي سترسم ملامح المرحلة القادمة. يبقى السؤال: هل ستكون هذه الإحاطة بداية النهاية لهذا النزاع المفتعل، وفرصة لتكريس سيادة المغرب على أراضيه؟