عماد المجدوبي-الرباط
أثارت تعيينات حديثة في وزارة الإسكان والتعمير والسياسة الحضرية بالمغرب جدلا واسعا وشبهات حول المحاباة الحزبية، وذلك بعد إعلان نجاح منسق محلي لحزب الأصالة والمعاصرة (البام) في الحصول على منصب داخل الوزارة التي تقودها الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري القيادية في الحزب.
ووفقًا لوثائق حصلت عليها ”24 ساعة”، فإن المنسق الحزبي بجماعة تمصلوحت، والذي انتُخب في منصبه الحزبي يوم الأحد الماضي فقط، قد تم الإعلان عن نجاحه في شغل وظيفة داخل وزارة الإسكان أول أمس الجمعة.
وأثار الأمر استغرابًا، خاصة وأن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لمناضل آخر من نفس الحزب أن ظفر بمنصب مماثل في الوزارة ذاتها بعد تعيينه مديرًا لمقر الحزب الجهوي بمراكش.
وقد أعرب متابعون للشأن السياسي عن دهشتهم من هذا “التزامن” المثير بين تولي مسؤوليات تنظيمية داخل حزب الأصالة والمعاصرة والحصول على مناصب في وزارة تقودها منسقة القيادة الثلاثية للحزب، ويثير تساؤلات حول مدى الشفافية والنزاهة في عمليات التوظيف داخل القطاع العام.
وفي ظل الصمت الرسمي من وزارة الإسكان حول هذه التعيينات، تصاعدت الأصوات المطالبة بضرورة تدخل الجهات المختصة لفتح تحقيق شامل وشفاف في مدى احترام مبدأ تكافؤ الفرص في مباريات التوظيف العمومي، خاصة في الحالات التي يكون فيها الحزب السياسي الذي ينتمي إليه المسؤول الوزاري هو نفسه الذي ينتمي إليه المستفيدون من هذه التعيينات.
وتسود خشية من أن هذه التعيينات “على المقاس”، كما وصفها البعض، قد تكرس منطق المحاباة الحزبية وتقوض مبادئ الشفافية والجدارة والاستحقاق التي يجب أن تحكم عمليات التوظيف في المؤسسات الحكومية.