24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات متصاعدة بين إيران وإسرائيل، مع تصاعد المواجهات العسكرية والتحركات الإستخباراتية المكثفة. وتركز الأطراف المعنية جهودها على توسيع نفوذها وتأمين مصالحها الاستراتيجية.
وفي هذا السياق، أكد الباحث والخبير في العلاقات الدولية محمد شقير أن هذه التطورات تعكس رؤية أمريكية قديمة تروم إعادة تشكيل النظام الإقليمي، مشيرا إلى أن هذه الرؤية ظهرت مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، عقب تفكيك العراق وإعدام صدام حسين، ما مهد لصعود إيران كقوة طامحة للهيمنة الإقليمية.
وشدد في تصريح لـ “24 ساعة” على أن: “إيران عملت على تثبيت نفوذها عبر شبكة من الأذرع في المنطقة، أبرزها حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، ودعم حركة حماس في غزة”.
وأضاف أن: “طهران سعت بشكل متسارع إلى امتلاك القنبلة النووية، وهو ما أثار مخاوف واسعة لدى إسرائيل والولايات المتحدة، ودول الخليج على حد سواء”.
وأشار شقير إلى أن “واشنطن وتل أبيب استغلتا هجوم حماس على إسرائيل لإطلاق حرب متعددة الجبهات استهدفت أذرع إيران الإقليمية، من خلال ضرب قياديين من حزب الله، ومحاولة إزاحة نظام بشار الأسد في سوريا، والتصدي لتحركات الحوثيين”.
وأوضح المتحدث أن “الهجوم النوعي الذي نفذ ليلة الجمعة 13 يونيو الجاري، شكل ضربة استخباراتية دقيقة أحرجت إيران أمام العالم الإسلامي، نظرا لتوقيته المدروس، وأسفر عن اغتيال رئيس هيئة الأركان الإيرانية”.
كما لفت الخبير إلى أن هذا الهجوم كشف عن هشاشة منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وهو ما يعزز هدف واشنطن وتل أبيب بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وختم شقير تصريحه بالتأكيد على أن المنطقة مقبلة على مرحلة حاسمة من المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، ضمن صراع يتخذ أبعادا عسكرية وسياسية واستخباراتية متداخلة، ما ينذر بإعادة تشكيل خريطة التوازنات في الشرق الأوسط، في ظل سعي إسرائيل إلى تكريس موقعها كالقوة النووية الإقليمية الوحيدة.